Al Jazirah NewsPaper Tuesday  11/05/2010 G Issue 13739
الثلاثاء 27 جمادى الأول 1431   العدد  13739
 
القمة التشاورية إعداد لدول الخليج لمواجهة الأسوأ

 

على غير بعيد يتواصل قرع طبول الحرب مهددة بحرب ضروس في المنطقة، ومع تواصل المناوشات الإعلامية التي خرجت من عباءات الإعلام الرسمي لتمتطي تصريحات السياسيين الكبار والناطقين الرسميين بأسمائهم، متجاوزة التلميح إلى التهديد المباشر، ومع محاولات سكب الماء البارد على الصيف الساخن المقبل على المنطقة، بالتلويح بمفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين أملاً بأن يرغّب هذا الترطيب مواقف العرب ليجعلهم أكثر اصطفافاً مع طرف ضد طرف آخر.. في خضم كل هذا يلتقي قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اليوم في الرياض في إطار الالتئام المعتاد للقمة التشاورية الخليجية.

الجبهات السياسية والأمنية في المنطقة والأوضاع المحيطة بنا في الخليج العربي تتطلب هذا اللقاء التشاوري الذي أتى في وقته؛ فقادة دول الخليج العربي يحتاجون أكثر من أي وقت مضى إلى طرح كل المشاكل والإشكاليات والصعاب، وأن تتم معالجة الأوضاع بروح المسؤولية الجماعية؛ فالمنطقة - شئنا أم أبينا - مقبلة على الحرب، وأن هذه الحرب أيضاً - وبدون رغبة منا - سنكون طرفاً فيها، لا نقول إننا سنكون أحد أطراف القتال، ولكن سيفرض علينا أن نكون جزءاً من مسرح عمليات الحرب القادمة.

المشهد السياسي الإقليمي والدولي يؤشر إلى هذا التوجه؛ فالذين يحكمون إيران يقودون المنطقة وبلادهم إلى مواجهة حربية كان يمكن تجنبها - وحتى الآن - ومعالجتها بأسلوب وبطريقة أخرى، ولقد نصحت دول المنطقة وقادتها أركان النظام بتجنب المواجهة العسكرية وانتهاج العمل الدبلوماسي وسلوك المفاوضات وحل إشكاليات العلاقة بالغرب بدءاً من الملف النووي إلى باقي القضايا الخلافية، وبدلاً من الوصول إلى حلول تنهي مثل هذه الإشكاليات وحتى الصدامات التي تحدث في العلاقات بين الدول.. بدلاً من السلوك الدبلوماسي اتجه إلى التصعيد والاستفزاز؛ ما أوصل العلاقة بين النظام الإيراني والدول الغربية - وبالذات الولايات المتحدة الأمريكية - إلى هذه الحالة الحرجة التي تواجهها المنطقة وليس إيران فقط. ولهذا وأمام هذه الظروف والأوضاع على دول المنطقة - وبالذات دول الخليج العربية - أن تتعامل مع هذه المتغيرات وتتواءم معها وتستعد لها، والاستعداد هنا ليس أن تكون جزءاً من معادلة القوة، وليس طرفاً في حرب غير متكافئة، بل في تحصين الداخل، وذلك بتنقية الجبهة الداخلية والقضاء على أية محاولة أو إمكانية لتوظيف أفراد أو جهات لخدمة طرف في هذه الحرب على حساب طرف آخر، أو من خلال محاولة تحويل دول المنطقة إلى ترس لحماية نظام مستفز، أو لترجيح كفة طرف يعمل كل شيء لخدمة مصالح حتى وإن قاد ذلك إلى ارتكاب حماقة شن حرب تتأذى منها كل دول الإقليم.

***



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد