البكيرية - حمود المطيري
من ضمن الشخصيات العشرة المكرمين في يوم الوفاء مساء اليوم الأستاذ سليمان بن صالح بن إبرهيم الخضير محافظ البكيرية السابق وهو من مواليد محافظة البكيرية، درس المرحلة الابتدائية في بلدة الشيحية والمتوسطة والثانوية في معهد بريدة العلمي ومعهد إمام الدعوة العلمي بالرياض والتحق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية اللغة العربية وحصل على البكالوريوس باللغة العربية وآدابها عام 1391هـ، بدأ الخدمة الوظيفية مدرساً للنحو والصرف في معهد حائل العلمي ثم مدققاً للحسابات بديوان المراقبة العامة بالرياض ثم بديوان وزارة الداخلية ثم مفتشاً إدارياً بوكالة وزارة الداخلية لشؤون البلديات ثم مفتشاً إدارياً بوزارة الشؤون البلدية والقروية ثم رئيساً لبلدية الرس ثم أميراً للبكيرية وبعد صدور نظام المناطق عُيِّن محافظاً لها حتى طلب الإحالة للتقاعد عام 1428هـ- 1429هـ-، وتم اختياره عضواً في مجلس منطقة القصيم كما حصل الخضير طول مسيرة حياته على عدد من الدورات المختلفة منها دورة في التنمية الإدارية في جمهورية مصر العربية، تفرغ لمدة عام دراسي للتخصص بالإدارة المحلية في معهد الإدارة العامة بالرياض، دورة أمراء المدن لما فوق المرتبة الثانية عشرة بمعهد الإدارة العامة بالرياض، شارك في عدة حلقات عقدت في معهد الإدارة العامة في الرياض منها: الاتصالات الإدارية - صنع القرارات - إدارة الوقت.
تتلمذ الخضير في بداية حياته الدراسية على يد عدد من المشائخ يدين لهم بالفضل والتوجيه الحسن منهم: الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - ومفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ - يحفظه الله - والشيخ إبراهيم الدباسي - يحفظه الله - ومعالي الشيخ عبد الله بن عبد المحسن التركي - يحفظه الله -، وكان لنصائح وتوجيهات معالي مستشار خادم الحرمين الشريفين الشيخ إبراهيم بن عبد الله العنقري وفضيلة الشيخ عيسى بن سعود آل علي مدير معهد حائل العلمي سابقاً - رحمهم الله - أكبر الأثر حيث أضاءا له طريق العمل الجاد والمخلص في خدمة الدين ثم الوطن.
يعتز الخضير بتشرفه بالسلام على ملوك هذه البلاد الملك خالد بن عبد العزيز - رحمه الله - وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - طيب الله ثراه - وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله وأبقاه - وتشرف باستقبالهم في محافظتي الرس والبكيرية. كما رأس وفد أعيان البكيرية لمقابلة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز منددين بالإرهاب ومؤيدين لكافة الإجراءات للقضاء على الفئة الضالة ومهنئين بسلامة البلاد والعباد من شرهم.
خلال عمله في محافظة البكيرية واصل العمل الدؤوب لخدمتها وخدمة أهلها حيث تحقق لها بفضل الله ثم جهوده ودعم حكومة هذه البلاد الرشيدة وأمراء المنطقة الكثير من الخدمات والمرافق المهمة منها: إدارة التربية والتعليم، شعبة الجوازات، كلية التربية للبنات، كلية العلوم الصحية، المعهد الفني التقني لتخريج الكوادر المؤهلة لسوق العمل، توسعة مستشفى البكيرية بزيادة خمسين سريراً، وتوسعة مركز التأهيل الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة للذكور والنساء، إنشاء مركز حصة العواد للرعاية النهارية لذوي الاحتياجات الخاصة، ومباني حكومية لجميع مدارس البكيرية، ومقراً حديثاً نموذجياً لمحافظة البكيرية، وحرص على تحديد مواقع لوزارة الداخلية في البكيرية وثِّقت بصكوك باسم أملاك الدولة لصالح وزارة الداخلية، كما حققت البكيرية بمتابعة المهتمين برقيها لقب المدينة الصحية الأولى على مستوى المملكة ودول شرق البحر الأبيض المتوسط وشاركت في عدة ندوات تخص المدن الصحية على رأس الوفد المشارك هناك وجمهورية إيرلندا ومسابقة مدن في طور الازدهار في اليابان وحققت مركزا متقدما وأصبح البرنامج قدوة للمدن الصحية بعدها.
ساهم الخضير في عدد من الأعمال الخيرية لمدينته البكيرية ومن أبرزها التبرع بجزء من أملاكه الخاصة لافتتاح الطريق الدائري (طريق محمد بن علي السويلم)، بناء صالة رياضية في مدرسة عبد الرحمن الفيصل الابتدائية بالإضافة إلى دعمه المادي والمعنوي للجمعية الخيرية وجمعية تحفيظ القرآن الكريم الخيرية في محافظة البكيرية.. كما حرص على جعل تكاتف وتعاون ومساهمة أهالي البكيرية في تطويرها وتنميتها مثالاً يحتذى وتحقق لها مساهمة منهم الكثير من المنجزات والقفزات الحضارية منها على سبيل المثال لا الحصر: إقامة مبنى الكلية الصناعية في مستشفى البكيرية الذي يعتبر الأول في منطقة القصيم وتوسعة مستشفى البكيرية بسعة خمسين سريراً من معالي الفريق عبد الله بن راشد البصيلي ومنه أيضا إنشاء مباني مركز التأهيل الشامل لذوي الاحتياجات الخاصة في القصيم الواقع في البكيرية وكذلك الطريق الدائري الكبير طريق محمد بن علي السويلم ومباني مركز الرعاية النهارية لذوي الاحتياجات الخاصة مساهمة من الشيخ عبد الرحمن بن عبد العزيز الراجحي وقفا لوالدته ومباني الجمعية الخيرية وجمعية تحفيظ القرآن مساهمة من الشيخ سليمان بن عبد العزيز الراجحي.. كما سعى الخضير إلى تأسيس شركة مساهمة مقفلة من رجال الأعمال من أهالي البكيرية باسم شركة البكيرية للتنمية، حصلت على الموافقة من الجهات المختصة ومارست عملها بتطوير البكيرية حيث أقامت مجمعا سكنيا نموذجيا سهلت تملكه بالتقسيط الميسر على الراغبين من أهالي البكيرية وأنشأت سوقا تجاريا شُغِّل من قبل شركة عبد الله العثيم يؤدي خدماته التسويقية لأهالي البكيرية وما جاورها وقامت باستملاك أرض أعدت لها مخططا نموذجيا تم بيعه بالمزاد العلني بعد إيصال كافة الخدمات إليه من ماء وكهرباء وصرف صحي ويعد الآن من أجمل المخططات في البكيرية.
حرص الخضير على دعوة غالبية الوزراء ووكلاء الوزارات لزيارة البكيرية ومشاهدة ماتحقق لها، وقد كان ذلك حيث أعجبوا بنتائج الجهود.. تابع الخضير مساهمة أهالي البكيرية بإنشاء القرية التراثية لمنطقة القصيم في الجنادرية وكانت أكبر مساهمة من المنطقة.. وكان لتوجيهات ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز وسموه نائبه الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز الأثر الأكبر في ما تحقق للبكيرية من تميز بمتابعتهما الدائمة.. ومما يجدر ذكره أن الخضير له احترام كبير وكان يحرص ويلتزم بأوقات الدوام الرسمي طيلة عمله، فلم يحصل أن تأخر عنه إلا بعذر نظامي، فهو أول من يحضر وآخر من يخرج، فكان قدوة في ذلك.