Al Jazirah NewsPaper Thursday  20/05/2010 G Issue 13748
الخميس 06 جمادىالآخرة 1431   العدد  13748
 
تشويه صورة العرب في العراق

 

لا يحتاج أي متابع لفكر الفئة الضالة والمنتمين لتنظيم القاعدة الإرهابي إلى أي جهد ليعرف أن هؤلاء لا يمثلون البلدان والأوطان التي يحملون بطاقاتها الوطنية وهوياتها الرسمية. فهؤلاء الحركيون الذين دفعهم التشدد على الخروج حتى على أنظمة بلدانهم، شأنهم شأن خوارج العصر الإسلامي الأول. ولهذا فإن محاولة إلصاق مسؤولية ما يقومون به من أعمال بالبلدان التي ينتمون إليها بالولادة والبطاقة الوطنية ويختلفون معها فكراً وحتى انتماءً، محاولة خبيثة تهدف إلى تحقيق توجه يراد به خلق مساحة من العداء والكره للوطن المقصود الإساءة إليه، بهدف إبعاده عن تحرك إيجابي خاصة للبلد الذي تصدر منه هذه الإساءات.

في هذا السياق لاحظ المتابعون للشأن العراقي حرص الناطقين الرسميين المدنيين والعسكريين باسم الحكومة العراقية المنتهية ولايتها، إصرارهم على إبراز العاملين في تنظيم القاعدة بالعراق بعد القبض عليهم أو قتلهم، والإعلان إلى حد (الاحتفاء) إذا كان المقبوض عليه أو المقتول من الذين يحملون الهوية السعودية، رغم أن الحكومة العراقية المنتهية ولايتها تعلم من خلال (التنسيق الأمني) الذي تلتزم به الحكومة السعودية وتخرقه الحكومة العراقية المنتهية ولايتها، تعلم أن هؤلاء الذين تقبض عليهم وتقتل بعضهم مطلوبون أمنياً من قبل السلطات السعودية، ولدى السلطات الأمنية العراقية قوائم بهؤلاء المطلوبين. وكان الأجدر بالناطقين الرسميين العراقيين الذين يعلنون قبضهم أو قتلهم لأحد أعضاء القاعدة، أن يكملوا عملهم وأن يكونوا أكثر احترافية وأكثر أمانة، ويضيفوا ما يجب عليهم، وهو أن هذا الشخص المقبوض عليه أو المقتول مطلوب أمنياً من قبل السلطات السعودية، كالشخص الأخير الذي أقامت جوقة الناطقين العسكريين العراقيين حفلة احتفاء به. فالضابط السعودي الذي هللوا بالقبض عليه شخص موضوع اسمه على قائمة المطلوبين أمنياً. وتوضيح هذه المعلومة تطلبها المصداقية الإعلامية، لو كان هدف الناطقين العراقيين باسم الحكومة المنتهية ولايتها إظهار الحقيقة، وليس صنع ذهنية خاطئة لدى العراقيين بأن من ينفذ العمليات الإرهابية يقودهم سعوديون، لإيجاد حالة عداء ضد السعوديين عموماً، رغم أن هؤلاء الناطقين وحكومتهم يعرفون أين يقيم قادة تنظيم القاعدة ومن هو النظام الذي يمدهم بالسلاح ومواد التفجيرات وحتى الأموال ويشرك ضباط الحرس الثوري في تدريبهم.

كل هذا يغيب عن بلاغات وتصريحات الناطقين الرسميين باسم الحكومة العراقية المنتهية ولايتها، وبدلاً من ذلك يشهرون بالدول العربية التي تتعاون أمنياً بلا حدود مع حكومة لا تزال تعمل على توسيع العداء للعرب جميعاً خدمة لأجندات أصبحت غير خافية على أحد.

***







 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد