Al Jazirah NewsPaper Saturday  05/06/2010 G Issue 13764
السبت 22 جمادىالآخرة 1431   العدد  13764
 
بكاء القاعدة

 

حينما تحاصر المشاكل وتضعف قوة الجماعات والتنظيمات وبالذات التي تعتمد على العنف في تنفيذ برامجها وأجندتها كالجماعات الإرهابية تذهب تلك الجماعات إلى ارتكاب أعمال أكثر دموية وعنفاً وتمارس هروباً للأمام بالقيام بأعمال تريد الأحياء من خلالها إثبات وجودها وأنها لا تزال تؤثر على الأحداث وأنها لا تزال باقية.

وتنظيم القاعدة الإرهابي الذي أدت العمليات الاستباقية - التي نفذتها الأجهزة الأمنية بنجاح - إلى أضعاف قدرة التنظيم على مواصلة أعماله التخريبية في المملكة، وجاء تنظيم تبرعات الأموال للجمعيات الخيرية وأعمال الخير، إلى تجفيف المال الذي كان تنظيم القاعدة يحصل عليه من بعض السعوديين الذين لم يكن الكثير منهم يعرفون أن هذه الأموال التي يقدمونها دعماً للأعمال الخيرية تذهب لتمويل أعمال القتل والتدمير والإرهاب.

وبعد أن عرف الناس نتيجة الجهد الذي بذل لتوعيتهم وللإجراءات التنظيمية والإدارية والمالية، وبعد القبض على العناصر التي كانت تجمع الأموال لتنظيم القاعدة شح التمويل وتجفف المورد المالي الذي كان يمول الأعمال الإرهابية التي نفذها التنظيم ليس في المملكة فحسب بل في مناطق إسلامية أخرى كاليمن وغيرها، وبما أن المال هو (عصب) عمل هذه المنظمات التي تغري بالمال من ينضمون إليها، وبالمال تشتري ذمم المسؤولين في بعض المناطق التي ينفذون منها عبر الحدود أو تلك التي يقيمون بها، وبالمال يحصلون على الأسلحة والمتفجرات وبالمال يتنقلون ويمتلكون أجهزة التقنية والاتصال المتقدمة، وعندما جف هذا المال وانقطع كلياً بعد القبض على الرؤوس والأشخاص من الرجال والنساء الذين كانوا يجمعون المال جن جنون من يمثلون تنظيم القاعدة وأخذوا يطلقون التهديدات وينصبون المناحات بعد القبض على العناصر التي كانت تتولى جمع وإرسال الأموال للتنظيم الإرهابي.

بكاء القاعدة الذي تصاعد بعد القبض على إحدى السيدات التي كانت تجمع الأموال والتهديد الذي أطلقه كبير الإرهابيين الهارب لليمن يؤكد بالدليل مدى الضعف والانحدار الذي وصل إليه تنظيم القاعدة الذي لا يحسن الآن إلا البكاء والنواح والتهديد الأجوف الذي لا يحمل أي معنى.

***



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد