Al Jazirah NewsPaper Saturday  19/06/2010 G Issue 13778
السبت 07 رجب 1431   العدد  13778
 
عبدالعزيز الحماد.. رسم لوحة في مجلس الدراما السعودية ثم رحل

 

الجزيرة فن

لم تكن محافظة الزلفي تشعر يوماً أنها ستقدم للوطن واحداً من رواد الحركة الفنية التشكيلية والدرامية والمسرحية، لكنها بالتأكيد كانت تعلم أن ذلك الطفل الذي ترعرع فيها يحمل مواهب انفجرت حتى بلغت مكانتها. كان يعشق حصص التربية الفنية حين كان صغيراً إلى جانب ذلك تفوقه في دراسته ومتنقلاً في عدة قرى خلال دراسته حتى وصل إلى الرياض التي يرى بأنها غلغلت الفن داخل روحه.

الفنان عبدالعزيز الحماد الذي أغمض عينيه وسلم روحه لربها منتصف أمس الأول (الخميس) بعد صراع طويل مع مرض السرطان في مستشفى UPMC الجامعي في بيتسبيرج بولاية بنسلفانيا الأمريكية، ظل حتى سقوطه مفعماً بالحب وممتلئاً بالفن الذي تغلغل في عروقه ولم يفلح السرطان في محاربته، ومن المقرر أن يكون قد عاد إلى أمه (الرياض) في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة.

تقول زوجته الإعلامية سلوى شاكر إنه كان متمسكاً متفائلاً بالحياة ولم يشأ أن يهزمه المرض وتغلب هو عليه في فترات سابقة حتى تعرض الثلاثاء الماضي إلى نزيف داخلي وتكسر في الصفائح الدموية، مات وعائلته ملتفة حوله يخففون عليه وطأة المرض وقسوته. يرى الفنان الراحل عبدالعزيز الحماد أن الأساتذة (العراقيين) الذين أشرفوا على تعليمه في معهد إعداد المعلمين كان لهم الأثر في تنمية موهبته وتصاعدها، وكانت المنطقة الشرقية محطته الأولى منتصف الستينات وعرض فيها أربعين من لوحاته التشكيلية، لأنها كانت أكثر انفتاحاً وقبولاً للفن، بوجود شركة (أرامكو) الذي ساهم بالتأكيد في ارتفاع نسبة الوعي عند سكان المنطقة. وفي منتصف السبعينات أقام الراحل معرضه الأول بالرياض، وكان من ضمن الحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الذي كان مديراً لرعاية الشباب واشترى من معرضه لوحات اكتشف الحماد بعد مرور عشر سنوات بأن الأمير خالد يخبره باحتفاظه بها.

كان المسرح حباً يسكن الحماد ومنافساً للرسم، يقول رحمه الله (ونقتبس): في أيام دراستي في المعهد كنت أنا وزميلي (محمد الطويان) ومجموعة أخرى من الزملاء نمثل في مسرحية تدور أحداثها في الغرب الأمريكي، وكنت ألعب دور كاوبوي والطويان دور واحد من الهنود الحمر، وقد كنا نحب الأفلام الهوليودية كثيراً حيث كنت مع زملاء المعهد نستأجر كل أسبوع آلة العرض السينمائية مع مجموعة من أفلام الويسترن وكان نجمنا المفضل حينها (جون واين)، وفي أثناء عرضنا للمسرحية كان من ضمن الحضور مخرجان يعملان في التلفزيون وهما (محمد المضراب) و(بشير مارديني)، وقد أعجبا بما قدمناه في المسرحية فطلبا منا الحضور إلى مبنى التلفزيون والمساهمة في تمثيل المسلسلات والبرامج الذي يعرضها التلفزيون الذي لم يتجاوز عمره في تلك الفترة السنتين حسب ما أذكر، ويبدو أن محطاتي الأولى دائماً يجافيها النجاح، فبعد أن ذهبنا أنا والطويان تعرفنا هناك على أحد الأشخاص كان يعمل مصوراً فحياه أحدنا وبادر هو برد التحية بصوت عال مما أحدث بعض الضوضاء في المكان، فخرج علينا أحد كبار المسؤولين في التلفزيون معنفاً، وعلى إثر ذلك خرج بشير مارديني الذي تنصل من معرفته بنا خشية غضب ذلك المسئول.

وشارك الراحل في مسرحية (ثمن الفداء) من إخراج محسن الغزاوي الذي عرفه على المخرج الراحل سعد الذي عمل معه أول مسلسل تلفزيوني له وهو الذي كتبه واسمه (الوجه الآخر) عام 1968م، ثم لعب أدواراً في مسلسل (سحابة صيف) وهو عمل درامي، و(المهمة الأخيرة) باللغة الفصحى، وفي عام 1969 شارك في المسلسل العربي (عمارة العجائب) وشارك معه نخبة من النجوم السعوديين مثل حسن دردير ولطفي زيني، حيث لعب دور فنان تشكيلي، بعد ذلك شارك في الإذاعة لأول مرة عام 1970م في عمل خاص به بعنوان (عشر دقائق لقلبك) الذي تحول (سواليف الناس) واستمر مرتبطاً باسمه حتى منتصف السبعينات، ثم سافر ليكمل دراسته في الفن التشكيلي بالولايات المتحدة الأمريكية في ولاية أوريغون، مبتعثاً من وزارة المعارف (حينها)، وتوقف عن العمل الدرامي حتى عاد بعد ثماني سنوات.

عبدالعزيز الحماد كان رحلة واثقة في الفن السعودي وحجر زاوية في البناء الدرامي السعودي وفقده كثيراً برحيله وهو سيدفن في الرياض يوم غد الأحد وسيودعه كل محبيه داعين له بمغفرة ورحمة ولأهله ولكل من عرفه بصبر وثبات وسلوان.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد