أحسنت جائزة جلاجل للتفوق العلمي ورئيس مجلس إدارتها الشيخ الفاضل عبد العزيز بن علي الشويعر «أبو زكي» بأن أضافت إلى حقولها هذا العام تكريم أشخاص تميزوا في خدمة بلدانهم، وأصبحوا بمثابة واجهة حقيقية لهذه البلدان، أمام أي ضيف وقدوة لأبناء البلد فتكريم الجائزة هذا العام للأستاذ القدير والمربي الفاضل عبد الله بن سعد المزروع بمثابة تحقيق حلم وأمنية لدى الكثير من أبناء سدير (محافظة المجمعة)، فعبد الله المزروع تاريخه الطويل الذي جاوز الأربعة عقود حافل بالمنجزات وشهادات التقدير ودروع التكريم والتي تسعد كل محبيه والأهم من هذه الشهادات، وتلك الدروع ذلك الثناء العطر لهذا الرجل فما أن يذكر اسمه إلا ويتبع بعبارات الثناء والدعاء، وليس هذا المكان مكان الحديث عنه بشكل عام، بل سيقتصر حديثي عنه في الجانب الذي يهم قراء هذا الصفحة، وهو الجانب التراثي والبلداني.
عبد الله المزروع مرشد تاريخي، واثري وسياحي متطوع لكل من تطأ أقدامه مسقط رأسه جلاجل بل سدير بشكل عام ولم يقتصر أبو علي على ذلك فهو مستضيف دائم، فيأخذ الضيوف إلى هذا المعلم أو ذاك المكان التاريخي، فما أن تزور جلاجل إلا وستجده قرب المرقاب يرشد الزوار، أو متوجها إلى بيت أشهر مؤرخي نجد على الإطلاق ابن بشر رحمه الله ليدل الباحثين إليه.
فقبل عدة سنوات أسعدتني الظروف أن أكون في صحبة باحثين من انكلترا وفرنسا مع كوكبة من الباحثين السعوديين، ونمى إلى سمع المزروع خبر هذا الفريق العلمي الزائر فلم يكتف بتوجيه الدعوة لهم لزيارته أو صحبتهم بل كان مستقبلا لهم في الطريق السريع احتفاء وفرحا بضيوف الوطن.
وهذا ديدنه وطريقته مع كل زائر لجلاجل بل إن الكثير من زوار جلاجل لا تكتمل زيارتهم إلا برؤية أبا علي.
وأخيرا همسة في إذن صاحب مبادرة الوفاء والتكريم عبد العزيز بن علي الشويعر، فأقول: إن هذا الحضور الاستثنائي في جلاجل للجائزة من أصحاب السمو وعلى رأسهم الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير وأصحاب الفضيلة والمعالي وأعضاء مجلس الشورى والأعيان ورجال الأعمال هذا الحضور الكبير هو أروع أنموذج للتعريف بمسقط الرأس والوفاء للأرض والحنين إلى الجذور.
للتواصل tyty88@gawab.com