تحدثنا في العدد الفائت عن نظرة المتشائمين إلى حال الشعر، وفي مقابل أولئك يرى آخرون أن الشعر الجيد مازال موجوداً وأن الإبداع لم يتوقف، وأن المبدعين في تزايد مطرد ولكن الإبداع يحتاج إلى بحث ومتابعة دقيقة لكل ما يطرح فقد تجد ضالتك في برنامج إذاعي أو تلفزيوني أو على إحدى صفحات مجلة أو جريدة أو موقع شعري إلكتروني أو شريط صوتي، وللزيادة في الإقناع بما يذهب إليه هؤلاء يقولون: إن الجمال المتشتت هنا وهناك لو قُدر لك أن تجمعه في مكان واحد لرأيت أن الإبداع أكثر مما تظن، ويُجمِع الطرفان على أن لكثرة المتاح من مساحة إعلامية لها دورا سلبيا كبيرا على الشعر. ويرى طرف ثالث أن السبب في هذا التدهور والضياع والشتات يعود إلى غياب الناقد الحقيقي الواعي المنصف الذي يثق به القارئ ثقة كبيرة ويحسب له الشاعر والمشرف على منبر الشعر ألف حساب قبل أن يطرح ما لديه وأن كلمته بإمكانها أن ترفع من قدر منظومة شعر إعلامية كاملة أو تسقطها، إذاً فالمسألة مسألة غياب ناقد وكيف يتحقق لنا مثل ذلك وبعض من يُعول عليهم في النقد يرون أن الخوض في مسألة الشعر الشعبي علنا -برغم تعاطيهم به سراً- نقيصة في مكانتهم الأكاديمية.
****
fm3456@hotmail.com