Al Jazirah NewsPaper Monday  26/07/2010 G Issue 13815
الأثنين 14 شعبان 1431   العدد  13815
 
اشتقنا إليك كثيراً يا أماه...
منيرة عبد الله الضبيب

 

قال تعالى ?يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي? الفجر 27-30 . سبحان الله.. كم قرأت هذه الآية الكريمة ولكني فهمت معناها أكثر بعدما انتقلت إلى رحمة الله جدتي الحبيبة «منيرة عبدالله محمد العتيقي»..

.. فجر الاثنين 23-رجب-1431هـ بسكينة وهدوء ونفس مطمئنة..حينها شعرت بحق كيف ترجع النفس إلى ربها راضية مرضية.. فخروج الروح من الجسد ليس أمرا هينا..نسأل الله حسن الخاتمة.

حبيبتي يمه..

اشتقنا إليك كثيرا..

ونفتقدك كثيرا..

فمنذ رحيلك وشريط طويل من الذكريات يمر في ذهن كل واحد منا فلا زلنا نشعر بحركاتك ونتذكر كلماتك وننتظرك في الصالة لتفتحي بابك وتخرجي علينا فيتجدد علينا الحزن ثم نهون على أنفسنا بتذكر صلاحك وعبادتك وقراءتك للقران وكل عمل خير قمت به فتسكن نفوسنا قليلا ونهدأ.

ثم نعود وتذكر القصص التي كنت ترددينها على مسامعنا ونحن صغار..

ونتذكر الأمثال المضحكة أحيانا التي كنت تقولينها لنا..

ونتذكر نصائحك لكل واحد منا فبعضنا أخذ بها والبعض الآخر أدرك قيمتها اليوم..

وفي كل لحظة نذكر موقفا يبكينا وآخر يضحكنا..

آآه يا يمه على فراقك..

كنا نمر عليك بغرفتك أولا كلما دخلنا البيت للسلام عليك وإذا اجتمعنا على الطعام فمكانك معروف وسيظل كرسيك خاليا فمن يشغله؟

وسنظل نذكرك في كل مرة نجتمع فيها ..فقد كنا بالأمس القريب نجلس حولك وأطفالنا بقربك نتبادل الأحاديث والقصص وأخبار الناس ونحن نحتسي القهوة والشاي..

كنا دائما نكتشف أنك على حق فقد كنت حكيمة رحمك الله ولديك بعد نظر..وفي حوزتك العديد من الطرائف والغرائب لتحدثينا به فمجلسك لا يمل..

ولكن من أعزي بوفاتك؟؟

ومن الأكثر تأثرا وتألما بفراقك؟؟

إنها بلا شك والدتي الحنونة ...تلك الابنة البارة..التي كنت تقولين عنها «حصة بنتي اللي ما حملت فيها»..فجزاك الله خيرا يا أمي على عنايتك واهتمامك وحرصك الشديد على راحة جدتي فقد كنت بحق ابنتها ولست زوجة ابن فمن مثلك اليوم يا أمي؟؟

فجزاك الله عنها وعنا خير الجزاء ..وجعل ذلك في ميزان أعمالك ورزقك بر بنيتك الطيبة فقد كنت أقرب الناس إليها وكانت تحبك وتبكي على فراقك إن سافرت أو أدخلت المستشفى..

فعظم الله أجرك بوفاتها..وصبرك على فراقها..

أما أنت يا والدي الحنون.

فلن أعزيك.. بل أهنيك على ما حصلت عليه أخيرا من أجر عظيم.. فقد توفيت والدتك وهي راضية عنك تمام الرضا ولله الحمد.. فقد كنت مثالا لنا ولكل من يعرفك على الابن البار الحريص على رضا أمه مهما كانت المواقف والظروف فجزاك الله عنها خير الجزاء وجعلني وإخوتي لك ولأمي كما كنت أنت وهي معها رحمها الله.

اللهم ياحي ياقيوم.. ياذا الجلال والإكرام.. ارحمها رحمة من عندك تغنيها بها عن رحمة من سواك يا أرحم الراحمين.. وآنس يارب وحشتها وأفسح لها قبرها واجعل لها فيه نورا.. حتى تلقاك

واجمعنا بها في مستقر رحمتك كما جمعتنا في الدنيا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد