فاصلة:

((بالاشتغال بالحدادة يصبح المرء حداداً))

هل تصدقون أن انعدام الحوار بين الزوجين من الأسباب الأولى المباشرة المؤدية إلى الطلاق!!

عدد من الدراسات العلمية أثبتت التأثير السلبي لانعدام الحوار بين الزوجين على سبيل المثال هناك دراسة علمية أعدها الباحث الاجتماعي علي أبو داهش، وأوضح أن أهم أسباب الطلاق المبكر هو عدم النضج، وعدم التفاهم، وصمت الزوج. وأن مشكلة انطواء الأزواج وصمتهم في المنزل أصبحت من القضايا التي تُخصّص لها نقاشات في الندوات العالمية لما لها من تأثير سلبي على نفسية الزوجة والحياة الزوجية عامة.

وقبل أربعة أعوام أذكر أن وكيلة شؤون الطالبات بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة سامية بخاري أشارت - في محاضرة لها في ملتقى (الأسرة التي نريد) بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة - إلى ارتفاع نسب الطلاق في الدول الخليجية إلى 38% بسبب غياب الحوار بين الزوجين.

ليس غريباً أن تجد معظم الأسر لدينا تعاني من فقدان لغة الحوار ذلك لأننا لم نتعلم في البيت أو المدرسة عندما كنا صغاراً كيف نتحاور أو نعبّر عن رأينا المختلف، وعندما كبرنا وذهبنا للجامعة غسلنا عقولنا بالمعلومات وليس القراءة النقدية ولذلك أصبحت عقولنا تقبل ما لم تقبله العقول الأخرى، ولما بدأنا الحياة العملية وجدنا أن هيكلة المؤسسات والشركات وأجهزة العمل هرمية تبدأ دائماً برأس الهرم وهو الرئيس. وعندما بدأنا في تكوين الأسرة اكتشفنا بأننا لا نعرف لغة الحوار فالكلمة الأولى والأخيرة غالباً لمن يملك السلطة التي منحها له المجتمع.

الأزواج لا يتحاورون لأنهم يعتقدون أن الحوار هو للانتصار وليس لمعرفة الطرف الأول أفكار الطرف الثاني وللوصول إلى نقطة مشتركة أو على الأقل فهم الاختلاف دون الحاجة للاقتناع به، ولذلك تفشل حوارات الزوجين في غالبية أسرنا. فضلاً عن أن هناك اعتقاداً من قبل الزوج غالباً بأن مخالفة الزوجة لوجهة نظره هو نوع من العصيان لسلطته الزوجية أو نوع من التمرد حتى لو كان متعلماً أو مثقفاً ففي النهاية ما يراه صواب هو الصواب، ولذلك عادة ما ينتهي الحوار إلى كلام جارح وتبادل للاتهامات أو إلى طرفين أحدهما يتهم والآخر يحاول أن يصمت ليتفادى مزيداً من الجروح.

مع أنه ليس من الضروري إن بدأنا الحوار أن ننهيه بالتوصّل إلى حل.

الحوار فن ليس من الصعب تعلمه أو إتقانه فقط لو احترمنا الطرف الآخر ومنحناه الفرصة في التعبير عن رأيه بنفس القدر الذي نمنح فيه أنفسنا الحق في التعبير.