Sunday  24/10/2010 Issue 13905

الأحد 16 ذو القعدة 1431  العدد  13905

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

رغم أن وزارة التربية والتعليم تزخر بمعلمين ومعلمات ذوي كفاءات أكاديمية على مستوى عالٍ من العلم والخبرة، فضلا عن استشعار الأمانة والحرص والإخلاص؛ إلا أن الوزارة تضرب صفحا عن الاستعانة بتلك الكفاءات الميدانية في مدارسها عند وضع المناهج الدراسية.

تحدثني المعلمة نورة الرشيد، وهي من المعلمات اللاتي تمنيت أن أكون إحدى تلميذاتها بما تحمله من حس تربوي ومشاعر أمومة تجاههن، رغم أني لم ألتق بها، لكنني عرفتها من خلال تواصلها وكتاباتها المتحسرة على وضع التعليم لدينا؛ بما يدل على ارتفاع معدل الإحساس بالمسؤولية لديها تجاه الجيل القادم.

تعرض (أبلة نورة) معاناة تلميذات الصف الأول الابتدائي بعد تطبيق مناهج التعليم المطور وتسلُّم الصغيرات قرابة أربعة عشر كتاباً لثماني مواد ونصاب ثلاثين حصة أسبوعياً أي بمعدل ست حصص يومياً، ويُطلب منهن ملفات لحفظ أوراق العمل لكل مادة. وتتساءل نورة: (هل واضعو هذه المناهج وتلك المسؤوليات الجسيمة يدركون الخصائص النفسية لطفلة السنوات الست التي بدأت تنفر من المدرسة بسبب كثرة المهام المطلوبة منها؟!).

وتذكر المعلمة أن بعض الصغيرات أصبحن يدخلن في نوبات بكاء وعدم تقبل للمدرسة طيلة هذه الفترة. كما ترى أن الأسرة والمعلمات يدفعن ثمن عدم تقدير واضعي المناهج لقدرات التلميذات، فبعض المناهج وضعت في كتابين أحدهما تحت اسم كتاب الطالبة والآخر كتاب النشاط ، فيضيع وقت الصغيرة في البحث عن الكتاب! خصوصاً أن عدد أوراق كل كتاب لا يتجاوز العشرين ورقة، فلو وضعت أنشطة الدرس بعده مباشرة وفي كتاب واحد لوفرت الوزارة المبالغ وصرفتها على تحسين المباني وتوفير أجهزة عرض في كل فصل. كما أنه من العذاب حمل التلميذة هذه الكميات الهائلة من الورق، وفي هذه الحالة فإنه من المفترض تخصيص جزء من مكتبة الفصل لوضع بعض كتب التلميذات تخفيفا عنهن، حتى لا يسبب لهن تشوهاً في العمود الفقري، حتى ولو كان بزعمهم أن كل أمر يهون لأجل التعليم والتطوير الذي لا أتوقع أنه يستدعي تعذيب الصغيرة بالبحث عن كتبها ومشقة حملها!

على جانب آخر فالتطوير وتطبيق مناهج جديدة يستدعيان الالتزام بتوفير وسائلهما مثل كتاب المعلمة أو Cd لعرض دروس منهج لغتي أو بطاقات الكلمات أو الصور التي حُمِّلت المعلمة توفيرها من حسابها الخاص! حتى أن إحدى المشرفات طالبت المعلمات بطباعة كتاب المعلمة من موقع الوزارة بدعوى (اعتبروها صدقة!)، كما تشير المعلمة التربوية إلى إصرار وحدة النشاط اللاصفي بتطبيقه على الصف الأول، بما يعني أن التلميذة ستخسر حصتين مهمتين الرابعة والخامسة من أيام الأسبوع للنشاط وتدرس الحصة السابعة في يومين من كل أسبوع إحدى المواد مثل لغتي أو غيرها، رغم أن الصغيرة ليس لديها قدرة على الهدوء والاستيعاب بعد الحصة الخامسة.

والواقع أن النشاط اللاصفي بصورته الحالية ما هو إلا مضيعة لوقت التلميذة وتبديد لجهد المعلمة وطاقتها على أنشطة مكررة تمارسها التلميذة في معظم المواد من رسم وتلوين وصنع مجسمات وأشكال أو قراءة قصص، ومن الممكن ممارستها في حصص الواجبات اليومية أو حصص الانتظار.

وتتعجب (أبلة نورة) من وجود فروقات في التعامل بين التلاميذ من البنين والبنات في الصفوف الأولية، فرغم أن المناهج هي نفسها إلا أن البنين لا يطالبون بملفات وأوراق عمل وأنشطة وخلافه، كما تستغرب من الحرص في تطبيق النشاط اللاصفي على البنات دون البنين.. ربما لأن البنات، يا نورة، أوسع موهبة من البنين، ومعلماتهن أقوى جسديا من المعلمين وأقل التزاما وأكثر تفرغا!

rogaia143@hotmail.com
 

المنشود
تطوير المناهج: توسيع مدارك، أم إضافة أعباء؟!
رقية سليمان الهويريني

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة