Tuesday  16/11/2010 Issue 13928

الثلاثاء 10 ذو الحجة 1431  العدد  13928

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

           

بمجرد أن يضع الإنسان نفسه, مع (شلة) أو (حزب) أو (طائفة) أو (تكتل) فإنه بذلك قد سلم حريته وقراره للآخرين, فهو ساعتها لا يملك قراره لأن قراراته ثمة من يتعقبها ويسأل عنها، فتصبح حريته بلا معنى وتكون مشروطة بمدى إقرارها من الفئة التي ينتمي لها.

ويتمثل ذلك في أي إنسان انتمى إلى (شلة) لها منظومة فكرية معينة تفسر قضاياها شكل خاص بها وتعمل بشكل منظم للإطاحة بخصومها المزعومين، وتتخذ مواقف محددة من كيانات ومؤسسات وأناس بعينهم، في هذه الحالة يتحتم على هذا المنتمي لها أن يتخذ المواقف نفسها التي تتخذها تلك الشلة، ويتبنى كل رؤاهم وأفكارهم، فعلى سبيل المثال، إذا كتب مقالة حول اهتماماتهم فإنه يتعين عليه أن يكتب وفق رؤى تلك الشلة، وليس وفق رؤيته الخاصة، وهنا أول سقوط لحريته, لأنه لا يكتب عما يراه هو، وإنما عما تراه تلك الشلة التي يعرفون أنه أحد أعضائها, حتى وهو يكتب يضع عينه على (شلته) وعينه الأخرى على (شخصيته هو) ولكن في النهاية تنتصر الشلة لأنها أكثر تأثيرا وأكثر محاسبة له، فإذا امتدح شخصا (تكرهه الشلة) فإن أعضاء الشلة سيحاسبونه على ذلك؟ هنا يكون هذا الكاتب بلا حرية على الأقل في منطقة اهتمامات الشلة التي ينتمي لها, ما يجعله إما أن يكتب وفق رؤاها في هذا الجانب أو يكتب في موضوعات أخرى يأخذ فيها حريته.

حتى القرار كذلك, لا يمكن أن يتخذ قرارا معارضا للمنظومة الفكرية التي تنتمي لها (الشلة) فلا يمكن أن يتخذ قرارا يتعاون فيها مع شخص (لشلته) موقف معارض منه, فهو هنا لا يملك قراره وإنما تملكه (شلته) ما يجعله في حالة يرثى لها. ويصبح كقول الشاعر:

وما أنا إلا من غزية أن غوت غويت... وإن ترشد غزية أرشد

إذا دخل شخص في (شلة) لها التزام جماعي إزاء أناس وقضايا محددة فإن خروجه منها ليس كدخوله، الخروج أصعب, يصبح الخارج منها فورا (خصما) لدودا لها يجب معاقبته, وهذا ما لم يدركه كثير من دخلوا (شلل) تلتزم بتفسيرات خاصة تجاه الحياة.

لا يتوقع من عاقل ما، أنه سيبيع حريته وقراره لشلة محددة لها اتجاهات ومواقف من أناس وكيانات معينة، وإذا ما فعل ذلك فإنه يخسر حياته.

هذا الكلام لا يدخل فيه: العمل المشترك بين أشخاص, أو التعاون من أجل فوائد ومصالح تعود على المتعاونين, تنتهي بمجرد انتهاء المهمة التي اجتمعوا عليها, ولا يدخل في هذا الكلام الذين يجتمعون ليدافعوا عن ظلم طالهم أو يطالبوا بحقوق, ولا يدخل فيه الشلة التي تجتمع من أجل الترفيه والتسلية واللعب، لا يدخل فيها شلة الأصدقاء التي لا تتبنى مواقف حادة من آخرين.

NLP1975@Gmail.com
 

الحقيقة شمس
القرار والحرية والشلة
رجاء العتيبي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة