Tuesday  16/11/2010 Issue 13928

الثلاثاء 10 ذو الحجة 1431  العدد  13928

ارسل ملاحظاتك حول موقعنا
   
     

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

           

في الزمن الماضي وذات يوم عيد كان عمنا المتنبي ما زال يأمل تحقيق وعد كافور والي مصر آنذاك بتتويج شاعر العربية أميراً على إحدى مقاطعات مصر، ولكن كافور نكث عهده و(بلع) وعده، ترك المتنبي هائماً على وجهه صفر اليدين، لذلك قال المتنبي مهجوته الشهيرة حينما جاء العيد التي قال بمطلعها:

(عيد بأية حال عدت يا عيد

فيما مضى أم لأمر فيك تجديد

أما الأحبة فالبيداء دونهمو

فليت بواد دونك دونها البيد)

بعد ذلك لكز المتنبي حصانه وولي وجهه شطر بلاد الشام عائداً بخفي حنين ليقول:

(وشر ما قنصته راحتي قنص

شهب البزاة سواء فيه والرخم)

أقول إنه كلما جاء العيد تذكرت عمنا المتنبي والبيداء الطويلة العريضة التي سيقطعها بين مصر وحلب وخصيصاً حينما تغنى بنجد ملهمة الشعراء الأقدمين وذلك بقوله في قصيدة أخرى:

(قد سألنا ونحن أدرى بنجد

أطويل طريقنا أم يطول)

لكنني حينما أتذكر أنني لم أزل أعيش في نجد أغبط نفسي كثيراً كشاعر يحب هذه ال (نجد) العصية بالحب على الإدراك - مثلما أحبها كل الشعراء العرب على مر الزمان بل واعتبروها أمهم الحقيقية الأولى مهما ناءت بهم الأزمنة والأمكنة والبلدان، من هنا فإنني كلما جاء العيد امتطيت صهوة حصاني الحديدي ورحت أهزج فوقه هكذا في بواديها الفساح:

(ما سميت نجد (ن) على غير برهان

إلا أنها هي نجدنا تنتشلنا

هذي عوايدها على مر الأزمان

اليا انقطع حبل الرجاء هي تصلنا

ياما أقبلت ثم أدبرت عنها الاضعان

وترجع لها كان الليالي بخلنا

وان غربت أو شرقت فينا الأوطان

مرجوعنا ال(هالارض) مهما ارتحلنا

وهذاك نجم سهيل من فوقها بان

بين النجوم الساطعة وابتهلنا

الله يعز اللي على نجد سلطان

هو ذخرنا هو فخرنا هو أهلنا

سلمان ما مثله ولا صار سلمان

حاكم حكيم نادرٍ في (دولنا)

إذن هذه صحراء نجد ذات الرهبة الجليلة والفتنة الساحرة،

(فسلاما لها

وسلاما عليها

سلاماً لنجد العذية منذ انبثاق الضياء

وحتى انطفاء الحياة

سلاماً لها منذ أن كورت الأرض

وقامت عليها

وإلى أن يرثها ومن هو عليها الإله)

بالطبع كل التداعيات والاستطرادات العكسية السابقة جاءت بمناسبة عيد الأضحى المبارك والحج العظيم.

ذلك العيد الذي تغنى به حتى العرب اللا مسلمون بل وحتى الذين لا يحبون العرب كالشاعر الكبير سعيد عقل الذي قال بتلك المناسبة:

(غنيت مكة أهلها الصيدا

والعيد يملأ اضلعي عيدا)

تلك القصيدة الرائعة التي شدت بها سفيرة العرب للنجوم السيدة فيروز فمنحت الأغنية جاذبية خاصة وهي السيدة المسيحية أيضاً (!!) حيث كانت ثقافة التسامح فوق كل شيء مما يدعونا أن نقول بهذه المناسبة:

كل عام وأنت بخير أيها الوطن أولاً

وكل عام وأنت بخير أيها الوطن العربي الكبير

وكل عام وأنت بخير يا أمة الإسلام العظمى

وكل عام وأنت بخير يا كل شعوب الأرض المحبة

للتسامح والتعايش والسلام

وكل عام وأنتم بخير يا أحبتي القراء

 

هذرلوجيا
نجد، العيد، سلمان
سليمان الفليح

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

حفظ  

 
 
 
للاتصال بنا الأرشيف جوال الجزيرة الإشتراكات الإعلانات مؤسسة الجزيرة