Tuesday  04/01/2011/2011 Issue 13977

الثلاثاء 29 محرم 1432  العدد  13977

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

القارئ هو الرصيد الفعلي لأي كاتب، والتواصل مع القارئ ضرورة لأي كاتب، ليس فقط ليطمئن بأن هناك من يقرأ له، بل ضروري أيضاً لمعرفة رأيه، وردة فعله، ومشاعره، فالكاتب مرتبط بالقارئ بشكل أكبر مما يعتقد الأخير. يستقيم أمرها إلا بوجود الطرفين ووسيلة فالكتابة تواصل لا موصلة موثوقة.

والحنين للكتابة إنما هو في عمقه حنين للتواصل غير المباشر مع القراء بواسطة الكتابة فالقارئ هو أيضاً المتلقي المستهدف لأشكال الإعلام الأخرى كالصور والإعلانات.

وقد عاودني الحنين للكتابة خلال فترة توقفي المؤقت عن الكتابة بالرغم من أنه لم يكن توقفاً كاملاً بل استراحة مؤقتة مارست فيها الكتابة بشكل متقطع، ولا شك أنني افتقدت الكتابة الصحفية خلال هذه الفترة، وافتقدت بعض القراء من يتواصلون معي إن إشادة أو عتاباً، مع أنني في كثير من الأحيان لا أستطيع التمييز بين الإطراء والمجاملة، والاستهجان المبطن بالصراحة.. لذا كان لا بد من البحث عن بداية جديدة أفضل وفرصة تواصل أعمق.

عموماً كانت بدايتي مع الكتابة بشكل متواصل وفي زاوية أسبوعية في مجلة اليمامة عبر زاوية: «لسان الحال»، واستمرت لأكثر من ست سنوات. وكانت البدايات بتشجيع من الدكتور عبدالله الجحلان، الذي طلب مني الاستمرار بالكتابة مع المجلة، وهو الذي اختار لي أيضاً اسم «لسان الحال» كعنوان للزاوية. ولذلك فأنا ممتن أيما امتنان لمجلة اليمامة، وللدكتور عبدالله الجحلان شخصياً. كما أنني ممتن بالقدر ذاته للأخ العزيز مدير التحرير فهد العبدالكريم الذي امتلكني بدماثة خلقه وحسن تعامله.

ولكن الرغبة في التجديد والتجدد وخوض تجربة جديدة، وإصغاءً لنصيحة بعض الأصدقاء والقراء قررت البحث عن مساحة كتابة أرحب وأوسع وذلك في صحيفة محلية عريقة. وبما أني بعيد عن الوسط الصحفي في مناسباته غير الصحفية التي توشج العلاقات الشخصية، ولا أعرف بخفايا وبواطن بعض الأمور، تخلل هذه الفترة بالطبع عروض من هنا وهناك، ولكن الرغبة القوية للسير للأمام حتمت البحث نحو الأفضل، وإن لم يوجد، أو يكون متاحاً حالياً، فلا مندوحة من التوقف حتى يقضي الله أمراً كان مقضياً. وبدأت أفكر فعلياً، كما فعل بعض الزملاء التوجه للكتابة خارج الحدود. فالسعودي مرحب به في كل مكان خارج حدود الحسابات غير المهنية المحلية.

وأصبحت أتابع التطور الذي تشهده صحيفة الجزيرة من خلال جهود رئيس تحريرها الذي استطاع أن يعيدها إلى سابق عهدها ولسنواتها الذهبية. وقد استقطبت الصحيفة مؤخراً مجموعة من الكتاب المميزين احتراماً منها لدورها كصحيفة في نشر الفكر والثقافة وليس الاهتمام بالإعلان فقط كما يفعل البعض.

كما أن الجزيرة سعت للانتشار حيث توجد القراءة في معظم جامعات المملكة الرئيسة، وفي بعض الأوساط العلمية الأخرى، وبشكل حصري. فأصبحنا نشاهدها في كل مكان في الجامعات وعلى طاولة كل مثقف، طالباً كان أو معلماً، كما أن بعض الأصدقاء شجعوني على هذه الفكرة، واقترحوا عليّ مقابلة رئيس التحرير الأستاذ خالد المالك.

الأستاذ خالد المالك علم معروف، وهامة من هامات الصحافة في المملكة، بل يمكن القول أنه سجل تاريخي حي لها، ولكنني لم يسبق لي شرف الالتقاء به أو رؤيته شخصاً وروحاً لا صورة. وبالرغم من أن بعض الأصدقاء أثنوا عليه ثناء عطراً، إلا أن صورة الأستاذ خالد المالك وطلته الكاريزمية الفريدة زادتني تردداً سيما وأني لا أعرف المجاملة ولدي حساسية مفرطة من التعالي والانتفاخ. وكنت مع رغبتي الجامحة في الكتابة في الجزيرة، أتمنى أن يتم كل شيء عبر الإيميل، وسيلة التواصل العظيمة التي تكفيك ليس فقط مؤنة التنقل الشاق بل تكفيك مشقة أمور أخرى، مثل التملق والمجاملة الثقيلة.

وفي النهاية قررت الدخول إلى مؤسسة الجزيرة وإلى مكتب رئيس تحريرها، وحددت لي الصحيفة مقابلة مع الأستاذ خالد الملك. وكالعادة كانت الصورة الذهنية غير متطابقة تماماً مع الواقع، فالأستاذ خالد المالك في الطبيعة أكثر كاريزمية وأريحية مما تصورت. رحب بي قائلاً الجزيرة بيتك كما هي بيت كل مواطن سعودي، وكنت تستطيع البدء في الكتابة حتى ولو لم تحضر لمقابلتي، وإذا كان لديك ما تقدمه لقراء الجزيرة فتستطيع البداية متى ما شئت. في الحقيقة كان لشخصية خالد المالك وقع السحر علي فنسيت موضوع الكتابة نهائياً وجرنا الحديث من موضوع لآخر من المواضيع التي تشكل هموم الوطن، التعليم، الصحة، الإعلام وغيرها وذهلت بأن الرجل يعرف كل شاردة وواردة عنها، سواء عن الجامعة أو التعليم العام أو غيرها من المواضيع الأخرى التي دار الحديث حولها.

حديث ممتع خرجت بعده وكأنما أنا أعرف الرجل منذ وقت طويل، فعلاوة على أنه محاور رائع، فقد أحسست أن كلماته جميعها صادقة وتصدر من الأعماق. تأسفت لأني لم أسع لمقابلة الأستاذ خالد المالك في وقت أبكر، وأحسست فعلاً بأن الجزيرة بيتي ليس قولاً، بل فعلاً، وعرفت أن الوسط الصحفي لدينا لا يخلو من الكفاءات الوطنية الصادقة.

الانضمام ل(الجزيرة) بلا شك شرف لي، والكتابة في صحيفة يرأس تحريرها الأستاذ خالد المالك أمر أتطلع له بكل حماسة، وهو مسؤولية أيضاً، مسؤولية تضاعفت بعد مقابلة سعادته. أشكره وأتمنى أن أكون عند حسن ظنه وحسن ظن قراء الجزيرة.. وإلى لقاء آخر.



 

لماذا أصبحت كاتباً في الجزيرة؟
د. محمد بن عبدالله آل عبد اللطيف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة