Wednesday  12/01/2011/2011 Issue 13985

الاربعاء 08 صفر 1432  العدد  13985

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

التزوير منتج بشري يصنع عن قصد، وهو فعل فاضح غير أخلاقي وغير سوي فيه بهت ودناءة وخبث وليس فيه بطولة أو تميز، والتزوير مخالف للحقيقة في الواقع وفي البيانات ينجم عنه ضرر مادي أو معنوي أو اجتماعي، والتزوير يحدث في كل شيء، ويتوجه المزورون إلى حيث يوجد طلب كبير أوربح كبير أوحتى هامش مصلحة ذاتية أو جماعية، إن التزوير جريمة قد تكون منظمة وقد تكون فردية، والتزوير لا يحتاج لأدوات معقدة أو شبكة إجرامية ضخمة، والمزورون مثل الفيروسات القاتلة التي لا ينفع معها الصادات والمضادات الحيوية، وهم يشبهون بالضبط الخلايا السرطانية الحية، أو مرض نقص المناعة، أو الكساح المزمن أو البهاق الحاد أو السل أو تكسر خلايا وصفائح الدم أو اللوثة العقلية، وهم حالات مقلقة ومأساوية لهم روائح تشبه رائحة الجيف الميتة أو رائحة الغازات المحترقة أو الدبق، إنهم يشبهون واضعي الأقنعة والانتهازيين والمرتشين والفاسدين والزمارين وضاربي الدفوف والذين في قلوبهم مرض، إن المزورين مثل الذي يريد مقاما في الدنيا ويرغب عما عند الله من جنات ونعيم ومقام كريم، لكنهم لا يعلمون بأن أفعالهم وأعمالهم هذه المخالفة للفطرة الإنسانية والكرامة الآدمية والأنفة قد استبدلوا مقاعد الصدق بمقاعد الكذب والافتراء، و ضيعوا الأمانة بعد أن لوثوها بالزيف والكذب والخداع والتلون، إن المزورين يفاجئوننا بين فينة وأخرى بادعاءاتهم وأفعالهم وأقوالهم ومخطوطاتهم ومؤلفاتهم الصفراء الفاقع لونها والتي لا تلبث أن تنفرج عن حقيقتهم المزيفة وأفعالهم الكاذبة وقصدهم غير النبيل وغير البناء والذي ليس به نظارة أو مسرة، إن التزوير جنحة سيئة وخبيثة تعاقب عليها جميع القوانين والتشريعات الدولية، إن التحدي الذي تفرضه الأعمال المزورة المادي منها والمعنوي والاجتماعي هائل وكبير، وكما نجحت حملات مكافحة التدخين في العالم في منع دعاية التدخين من الملاعب وفي الأماكن العامة ومنع بيعه للصغار وإشهار ضرره وخطورته على الصحة العامة يمكن أن تنجح محاربة الأعمال المزورة وفضح المزورين، إن على الجميع كشركاء حياة المجاهدة وإيجاد حلول وبحوث متعلقة بكيفية القضاء التام على التزوير والمزورين لأنه فعل ضار وبه زيف وخيانة وخداع وإفك وظلم وسحت، إن المزورين قد ينجحون في تصدير أعمالهم المزورة والمزيفة ذات التغليف الجميل والمظهر الحسن والكلام المنمق المعسول لكنها لا تحوي المكونات المناسبة والحسنة والصادقة والأمينة والحقائق الناصعة، بل تحوي مواد تشبه المواد السامة جدا والمتفجرات الصاعقة والقنابل الانشطارية والعنقودية وقذائف الرعب والمداحل العنيفة، إن التزوير بكل أنواعه وأشكاله المختلفة يشكل خطرا كبيرا على المجتمعات ويجب أن نوقفه ونقضي عليه، إنها مشكلة عامة وليست مشكلة خاصة معزولة، توجد في كل مكان وتزداد ضراوة، ولا يمكن للحل أن يأتي عن طريق الشرطة الدولية أو السلطات التنظيمية المحلية والعالمية ولا عن طريق كافة المنظمات الأخرى بمفردها، إننا نحتاج إلى حلول عالمية مشتركة لمجابهة هذه المشكلة الخطرة والمعقدة، يشارك فيها كل المعنيين النبلاء، ولكي نجد حلولاً ثم نطبقها لا بد من العمل الجماعي عبر التبادل الصادق والإرادة القوية والشراكة الفاعلة فنعطي هذه المشكلة ما تستحقه من الحلول الخلاقة والفعالة ومجابهة داء التزوير وأفعال المزورين بأهداف ورؤى منظمة لها انبثاقات واعية تشبه فعل ووقع النور الصافي المبين.

ramadanalanezi@hotmail.com
 

المزورون !
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة