Friday  14/01/2011/2011 Issue 13987

الجمعة 10 صفر 1432  العدد  13987

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

 

كرم الخلق
عايض بن محمد العصيمي *

 

رجوع

 

ليس الفقير من لا مال له، بل الفقير من لا خلق له، وإن كان يملك ما يملك من ثروات الدنيا ونعيمها.. فهو والله أشد فقراً ممن لا مال له.. وصاحب الخلق الحسن أغنى من غني المال.. إذ هو غني بخلقه وإيمانه قال عليه الصلاة والسلام: (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً) رواه الترمذي وأبو داود، قال شيخ الإسلام: (ومن المعلوم أن أحب خلقه إليه المؤمنون فإذا كان أكملهم إيماناً أحسنهم خلقاً كان أعظمهم محبة له..) الاستقامة (ص 442).

والخلق سجية وطبع.. موهبة وفن ودربة، يمنها الله على من يشاء من عباده، فكما أنَّ الله قد وزَّع الأرزاق على عباده فقد وزع الخلق بينهم.. كم من شخص تنفر منه بسوء أدبه، ووقاحة منطقه، وسلاطة لسانه وبذاءته، وكم من شخص مهذب خلوق يقابلك فتستحي وتصغر أمام أخلاقه وحسنها، في بشاشة وجه، وحسن منطق، ورقي أسلوب، وفن تعامل، قال عليه الصلاة والسلام: (إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً) رواه أحمد والترمذي وابن حبان.

حسن الخلق: بذل الندى (الكرم)، وكف الأذى، وطلاقة الوجه.. أحبتي الكرام.. الأمم بأخلاقها ترتقي..

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت

فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

ونحن أمة الأخلاق.. إذ بالأخلاق الفاضلة نرتقي، ومتى ارتقينا بخلقنا مع الآخرين ارتقت شؤون حياتنا كلها، وما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يحفظه صغارنا قبلنا إلا أقرب دليل (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) ولنا في رسولنا الكريم القدوة الحسنة إذ وصفه الله بحسن الخلق بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} (4) سورة القلم.

حسن الخلق طريق سهل للجنة والأجر جاء في الحديث: (إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم) رواه أحمد، وقوله: (أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق) رواه الترمذي والحاكم، وقوله: (ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق) رواه الترمذي.

الناس لا يريدون منا إلا بشاشة الوجه، وحسن التعامل، وصدق اللسان، والخلق الطيب الحسن (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان في الحديث: (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة وخالق الناس بخلق حسن) رواه الترمذي.

أخيراً.. لنروض أنفسنا على حسن الخلق مع الآخرين.. وإنما الحلم بالتحلم ومن يتحر الخير يعطه ومن يتوق الشر يوقه.. ولتكن أخلاقنا أخلاق الكبار فالقلوب مجبولة على محبة صاحب الخلق الحسن، ونافرة من سيئ الخلق (إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه) أحبتي اسألوا الله حسن الخلق دوماً.

* الخفجي

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة