Friday  14/01/2011/2011 Issue 13987

الجمعة 10 صفر 1432  العدد  13987

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

رأي الجزيرة

 

التطاول على استقرار لبنان

رجوع

 

ردود الفعل اللبنانية والعربية والإقليمية والدولية التي صدرت بعد إسقاط حكومة سعد الحريري اللبنانية إثر استقالة وزراء المعارضة أظهرت أن لبنان لا يزال في دائرة الخطر، وأن هناك تطاولاً على استقرار وسيادة لبنان من أجل إلغاء المحكمة الدولية، وأن قوى إقليمية قد وجدت أدوات فاعلة على الأرض اللبنانية لتنفذ مخططاتها على هذا البلد الذي حرم من أهم ميزاته كبلد حضاري، ينتهج أبناؤه وقادته لغة الحوار كثقافة وأسلوب عصري لتثبيت التعدد والتنوع بين طوائفه المختلفة.

تفرد لبنان كونه المكان الأكثر ملاءمة لمعالجة المسائل الفكرية، وكونه الملاذ الذي يلجأ إليه المفكرون والكتاب وحتى السياسيون، انتهى بعد أن دست الدولة الإقليمية المعروفة أنفها في شؤونه الداخلية ووجدت في تحالفها مع الدولة الجارة (قنطرة) لتقوي عناصرها وتكون (ميلشيا) كبرى تحت مظلة المقاومة ليتم اختطاف لبنان وينزع منه تفرده الحضاري واستقراره الأمني؛ لتتحول أرضه إلى ساحة اغتيالات بدأت بأهم شخصية سياسية، حين اغتيل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري لتبدأ مرحلة شهدت سلسلة من الاغتيالات جميعها تركزت ضد من عارض تدخل وتنامي نفوذ الدولة الإقليمية وحليفتها الجارة التي كانت أشبه بحاكمة لبنان.

وعندما تدخل المجتمع الدولي لحماية السلم الاجتماعي والناشطين السياسيين من وزراء وصحفيين وقادة لبنان الذين يرفضون الخضوع للإملاءات الإقليمية والدولية استجمعت قوى الإرهاب والترهيب ما تبقى لها من نفوذ وقوى مستعملة كل أساليب الالتفاف التي توفرها الممارسة الديمقراطية، والشروط التي فرضوها للاشتراك في الحكومة اللبنانية، فبعد أن تأكد لما يصنفون ب(المعارضة) أن قرائن الاتهام والدلائل المؤكدة على مشاركتهم في جرائم الاغتيالات التي شهدتها لبنان، أصبحت ثابتة ولا توجد إمكانية لإخفائها، أقدموا على ما كانوا يهددون به، ويبتزون به اللبنانيين جميعا، وهو إما إلغاء المحكمة الدولية وبالتالي إخفاء جرائم اغتيالاتهم، أو الاستقالة وإسقاط الحكومة واختطاف لبنان إلى المجهول، ظناً من هؤلاء بأن إسقاط الحكومة ضربة استباقية للمحكمة الدولية قبل إصدار قرارها الاتهامي الذي سيشير بوضوح إلى الأشخاص المتورطين في عملية اغتيال رفيق الحريري، والذي تشير المعلومات إلى أنهم من العناصر المتنفذين بحزب الله.

الوزراء المستقيلون ومن أجل حماية حزب وخدمة لأهداف شخصية لبعض السياسيين اللبنانيين الذين يتعاونون مع هذا الحزب لتحقيق مطمع شخصي أدخل لبنان إلى دوامة جديدة لا يعرف أحد كيف سيخرج منها.

دوامة ستجعل اللبنانيين يتجرعون المرارة، في ظل عدم وجود حكومة وضغوط دولية لتنفيذ استحقاقات فرض تأديتها خروج من يعملون لتنفيذ مخططات إقليمية، عن أصول اللعبة الديمقراطية ودفع البلد إلى مصير خطير.

JAZPING: 9999

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة