Saturday  15/01/2011/2011 Issue 13988

السبت 11 صفر 1432  العدد  13988

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

ما الذي يحدث فوق الأرض من مشارقها لمغاربها، ومن جنوبها لشمالها..؟

أين هي المناطق السعيدة..؟

وما نوع الشقاء الذي يعتري البشرية..؟

أو طيف السعادة التي تهف عليهم بأجنحتها حين عبور..؟

هذه العجينة من الاضطرابات، والحروب، والقتل، والانقسامات، والتشرد، والفيضانات، والموت الجماعي، والقتل العمد، بأسلحة فردية، أو رسمية، وادعاء جنون، وإفاقة على رغبات انفصال.. وشتات وضياع.. وفجوات.. وانهيارات..

وهناك طائر بجناحين من ألوان قزح، باطنه مارد، وظاهره إنسانية، يحوم ويحط في كل منبر، ويمد يده عند كل نداء، يحضر بين كل متخاصمين، ويربت على كل الكتوف، لكنه يرسل ريشه في كل مكان، بألوانه الزاهية على أية دهشة، ظاهر ريشه ألوان، وأطرافها نبال، ومديات، من نار.. هو يلهب ويطعن، وهو يربت ويجبر الخواطر..

ما الذي يحدث فوق الأرض؟..

والناس في غفلة الانبهار بهذا الفذ، رسول النار والماء، وعقل الدمار والبناء..

ما الذي يحدث للناس، أفراداً وجماعات..؟

أما الخارجون عن مظلة السياسة ومصانعها..

فهم أيضاً يعيشون في معمعتها، لا يتفرجون الآن..

ولا تتحرك الأرض من تحتهم كما السفينة تتهادى في البحر هادئة حالمة؛ لأن البحر من تحتهم يهيج ويموج، والريح من فوقهم تضطرب وتزمجر؛ لذا لا يجدون وقتاً للأحلام، إلا إن نزعوا قلوبهم من صدورهم، ومنحوها طعماً للريح، أو الموج، أو النار؛ لذا هم لا محالة يتأملون، ويفكرون، وأمامهم عشرات الأسئلة، وفي صدورهم تموج الإجابات..

الساسة عصب كل الذي يجري على الأرض..

ما من جنون في طلقات القاتلين.. إلا من ورائه عقول..

وما من رغبات خاصة في صدور المنفصلين.. إلا وراءها غارس لفتيلها..

وما من خواء في قدرات المطحونين الطائرين خلف جناحي الطائر المارد.. إلا بسبب أحلام واهية في بيت عنكبوت..

لوحة هي الأرض لشر الإنسان في أقصى صوره..

في أكثر مراحل الحقب اضطراباً وتغيراً..

في أكثرها تداخلاً وتعمية..

هو ليس وقت فرح بنجاحات على أنقاض سعادة البشرية.

وهي ليست قوافل بالغة مرافئ الأحلام.. والأرض لا تستقر على عدل..

الذين لا تقلقهم مآسي البشر يشبهون ذلك الطائر المارد, قلبه من نار, وجناحاه ملونان, وأطراف ريشهما سم زعاف.. يحسب كل فضاء له..

فما الذي يحدث للمسموم وهو يتخبط بموته, غير الذي نشاهده، ونسمعه, ونعيش تفاصيل ظاهره، ولا نصل لخفيها.. إلا لماماً..؟

ولأن العالم الذي قالوا عن تقاربه أن يكون قرية صغيرة، كان ظاهر هذا التصور أن تغدو هذه القرية شاسعة بفضيلتها، واهبة سعادة للقاطنين فيها..

غير أنها غدت القرية الصغيرة على الشاشات تموج بصخب العطب، ودمار النفوس، وشتات الكلمة، ونوايا تلوح بما لا يدركه السادرون بأحلامهم السرابية.

كان هذا موجز لما نقلته لي أخبار عشرات فضائيات بلغات مذيعيها، ولهجات مواطنيها, في ثلاث ساعات وهبتها ليلة البارحة لقراءة مشهد القرية الصغيرة.

لعلنا نتشارك في الحسرة.. ونتكافل في الدعاء.

 

لما هو آت
ما تمنح نافذة القرية
د. خيرية إبراهيم السقاف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة