Saturday  15/01/2011/2011 Issue 13988

السبت 11 صفر 1432  العدد  13988

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

      

الذي يعتقد أن صدمة الخروج المخيب للآمال من نهائيات كأس آسيا 2011م.. هي نهاية صدمات المنتخب السعودي.. أو استمرار لصدمات قادمة.. هو في واقع الحال لا يدرك تفاصيل الحياة الكروية.. ولا يعرف دهاليزها الغريبة التي لا تعترف غالباً بأساسات إعدادية - وصلنا نهائي 2007م دون تخطيط وبمدرب مغمور ولاعبين شياب - أو مميزات فنية أو تاريخ مشرف.. بل تتوارى خلف أجندة مختلفة يفرضها واقع الزمان والمكان والمزاجية.. وأحياناً كثيرة الحظ والتحكيم.. ويدخل الجمهور طرفاً ملهماً.. وقد يكون محبطاً.. ولذلك لا ينبغي أن نجعل من خروج الأخضر من نهائيات كأس آسيا منطلقاً نحو رسم صورة سوداوية لكل ما هو مشرق بكرتنا السعودية..

وأعني تلك الومضات الجميلة التي تجاهد لتكون بيئة قادمة رغم شناعة الحرب التي ترغب بدفنها بقصد أو دون قصد..!!

أعرف تماماً أن العاطفة الكروية السعودية متشنجة حد الصدمة - وهذا طبيعي -.. وهو ما يجعل من أي حديث هادئ غير مرغوب فيه للمتلقي.. لكني أؤمن تماماً أن التعاطي مع المواقف السلبية يجب أن يسير نحو تحقيق هدفين رئيسين لا ثالث لهما:

الأول: تحديد نقطة بداية تلك المواقف تاريخياً.

الثاني: فصل تلك المواقف عن شؤون كروية أخرى.. لا علاقة لها بالموضوع.

وما دمنا نتحدث عن كبوة أو كبوات المنتخب السعودي الأول لكرة القدم.. وهو محور رئيس للتشنج والزعل الجماهيري الحالي.. فلا بد ومن باب الإنصاف - من وجهة نظري - أن نبعد الشؤون الأخرى كالدوري واللجان وغيرها.. على اعتبار أن المنتخب السعودي هو مملكة خاصة لما يُسمى - سابقاً - لجنة المنتخبات.. والتي يرأسها الأمير نواف بن فيصل.. فمنذ تأسيس هذه اللجنة والمنتخب يعيش في دوامة حقيقية بإيقاع إعدادي مرتبك لم يستفد منه سوى متعهدي تنظيم المعسكرات والانتدابات التي يستلمها الجهاز الإداري بجانب الجولات السياحية التي يحددها كل مدرب - بحسب جنسيته -.. ولذلك لم تنجح اللجنة في تحقيق عمل احترافي مستثمر.. أو بمعنى أدق وأوضح.. لم تنجح في صناعة هوية حقيقية للمنتخب السعودي.!!

مسؤولية إعداد أي منتخب بالعالم.. لا تقوم إطلاقاً على رأس هرم إداري على اعتبار أن الإدارة هي داعم لوجستي ومقدم خدمات مالية ومعنوية وحكومية للعنصر الفني الذي يضطلع بمهمة الإعداد والتنسيق الفني دون تدخلات إدارية.. وما يحصل حالياً أن برامج الإعداد يصوغها كل مدرب على طريقته حتى وصل الأمر ليضع بوسيرو مباراة إعدادية للمنتخب أمام البحرين في أرض الأخير موافقة لرأس السنة الميلادية ليلعب عصراً ويتجه لأحد فنادق البحرين مساء ليستمتع بسهرته الميلادية.. وما على المسؤولين عن الأخضر سوى البصم على مثل تلك البرامج وخطط الإعداد..!!

المدربون محاسبون على كل خطوة في مراحل الإعداد.. وتساهلنا في محاسبتهم أفرز فشلاً ذريعاً في بناء منظومة مخرجات ناجحة لأن الكثير منهم يعتبر نفسه - بمساندة مسؤولي المنتخب - الرقم الأوحد الفاهم دون أن يحظى بفرصة متابعة من قبل خبرات فنية مؤتمنة على منتخب له قيمته.. لذلك من الطبيعي أن يتساقطو واحداً تلو الآخر لنكون مضرب المثل.. ومرشحين لدخول موسوعة جينس كأكثر منتخب بالعالم يقيل مدربيه..!!

وحتى لا نظلم ما تُسمى لجنة المنتخبات.. فالمسألة إرث استلمته وعجزت عن التخلي عن مبادئه.. فقد أثبت هذا الإرث نجاعته في مواقف سريعة الهضم.. لكنه ينكشف بشكل مزرٍ عندما يحين وقت الجد كما حصل في الدوحة..!!

من يستطيع أن يناقش لجنة المنتخبات أو يحاسبها؟.. لا أحد..!!

دعونا من لجنة المنتخبات السابقة.. وأقول السابقة لأني لا أعرف من يدير المنتخب حالياً.. فكل المباريات الإعدادية للأخضر قبل المعترك الآسيوي لم يحضرها أي مسؤول سوى أمين الاتحاد الذي ضرب لهم مفطحات جميلة كانت خير وداعية للاعبين لم يحظوا بشرف نظرة وداع أو زيارة مسؤول منذ أشهر..!!

الجانب الآخر للانحدار السيئ للأخضر السعودي يعود لكمية المشاكل التي تحيط ببيئة اللاعبين.. وهذا أمر واضح وجلي يكشفه غياب الروح والافتقاد للجدية في المباريات خصوصاً من فئة النجوم.. وهو إفراز لحجم التنافس المحلي والصولجان نحو الثراء والسيارات الفارهة والعقود المليونية والبروز الإعلامي الذي يقوم ببطولته تجار دخلوا ميادين العمل الإداري بالأندية من أجل الشهرة وكسب التحديات الشخصية والحروب الإعلامية التخريبية.. جروا معهم في لعبتهم السخيفة نجوم الأندية والناتج النادي أولاً ثم المنتخب أخيراً..!!

دافعية اللاعب السعودي نحو تمثيل الأخضر.. فتحوَّل لاعب كان يركب مازدا.. أو كورولا إلى لاعب يستلم ثلاثين ألفاً شهرياً.. ويوقع بمقدم خمسة عشر.. أو عشرين.. أو ثلاثين مليوناً مع الهدايا والمكافآت والترضيات يجعله يعيش عالماً آخر لا يستطيع فهمه.. ولذلك من الطبيعي أن ترى بأم عينيك المستويات المتذبذبة للنجوم ما بين النادي والمنتخب.. وهو مشجب يُسأل عنه من سمح - بتوسع - لأولئك التجار بالعبث بالأندية والاستحواذ عليها وكأنها مرافق تابعة لهم..!!

المسألة ليست منهجية وتطوراً وعلماً فقط.. وإلا لما عانت اليابان الأمرّين أمام سوريا.. وهي تخرج كاسبة بهدفين بطلعة الروح.. بل المسألة أرواح تلعب لا تستطيع أي منهجية التحكم بها كالآلة.. ثم تأتي لغة المحاسبة والشفافية كمقياس حقيقي لخلق نوع من العدالة بين الأرواح ومن يديرها..!!

علينا أن لا نظلم الأمير سلطان بن فهد الرجل الذي يقف متحملاً بجلادة وحكمة كل الانتقادات.. فقد أعطى ووضع الثقة.. واختار كل الطرق لكنه لا يتحمَّل المسؤولية وحده.. فالمسألة أولاً وأخيراً تقف عند عبارة: مَنْ يحاسب مَنْ؟؟

تصويبات:

- هل كان دورينا أفضل من الآن عندما وصلنا نهائي عام 2007م؟.. لا تظلموا الدوري السعودي فعلى الأقل أفضل من الدوري الأردني والسوري لكنها الدافعية والإحساس وقبلها المسؤولية..!!

- ماذا تنتظر من لاعب يدخل بنزاع مع الجماهير.. وهو يرتدي فانيلة الأخضر.. أو لاعب يضرب آخر بتعمد في مباراة ودية.. أو آخر يتعمَّد الحصول على كرت أحمر في مباراة أخرى بقميص الوطن... إنهم ضحايا التجار الذين نفخوهم ولم يجدوا من يعيدهم للصواب..!!

- قبل دورة الخليج أصر بوسيرو على اللعب ودياً بمعسكر الإمارات بالأساسيين ليكونوا جاهزين على حد زعمه وبعدها في معسكر الشرقية لعب بالبدلاء قبل البطولة بأيام لتجهيز البدلاء.. فلسفة لم تجدِ معها حتى المفاطيح..!!

- مستوى ياسر القحطاني لم يكن يؤهله للاعب أساسياً في مباراة سوريا.. لكن لمعان النجومية أعمى الجوهر عن التقييم الحقيقي للاعب..!!

- تُشكر أمانة اتحاد القدم على جهودها الجميلة مع الجماهير السعودية بالدوحة واستعدادها الملموس لخدمتهم.

- خروج الأمير سلطان بن فهد وشجاعته في مثل تلك الظروف.. أمر يُحسب لهذا الأمير الجميل خُلقاً وقلباً.

قبل الطبع:

الخاسرون يقطعون وعوداً لا يوفون بها.. والناجحون يضعون التزامات يلتزمون بتحقيقها.

msultan444@hotmail.com
 

في الصميم
مَنْ يُحاسب مَنْ؟؟!!
سلطان المهوس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة