Thursday  20/01/2011/2011 Issue 13993

الخميس 16 صفر 1432  العدد  13993

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

نردد في مجالسنا وأحاديثنا عبارات وجملاً تصدر من الألسنة بعفوية وكعادة دون النظر أوالتفكير بسبب حضورها في كلامنا وكأنها من المسلمات، وإذا كان مجال التأمل مفتوحاً لمثل هذه الملاحظات فثمة وقفات عند أمور تبدو لنا بسيطة وثانوية، غير أنها عند من يهمه شأنها تكون من التأثير بدرجة أكبر مما يدركه غيره في محيط هذه الدائرة من الاهتمام، بل إن هناك ما اعتدنا عليه مع توارث بعض العادات والتقاليد، وهذا لايعني أنها سيئة أو معيبة، لكن ربما أن واقع الحال المعاش الآن يختلف عن الزمن الذي كانت فيه هذه المعايير صواباً أو ضرورة تدعو لها حال الناس، وبقي منها مع مرور الزمن مانمارسه في علاقاتنا الاجتماعية وتعاملاتنا اليومية، ولو أراد أحدنا التأمل في تصرفاته وتدوينها منذ أن يبدأ صباح يومه إلى أن يتوجه للخلود للنوم وحتى في غرفة نومه وسريره، كما يدون ما يعرض له من مواقف في أيام أخرى سيجد أن لديه قائمة من الملاحظات التي تدعو للتأمل وإعادة النظر، ولو قارنا ملاحظاته مع ملاحظات إنسان آخر فلن تختلف في المضمون، وهكذا لو انتقلنا إلى بلد آخر أو قارة أخرى مع اختلاف في النسب نظراً لاختلاف الثقافات، ونجد من يصر على ترديد وتكرار هذه الأقوال والأفعال متمسكاً بها بدعوى تمسكه بالأصالة والعادات والتقاليد الحميدة، والواقع أن التجديد الذي يتماشى مع مقتضيات العصر وواقع الحال لا يتعارض مع معايير ثقافة الأصالة وحميد العادات، وهو لايعني رفض كل قديم مع الإيمان بأن ذاك القديم هو ما يتم تجديده الآن من شرائح مجتمعية تؤكد على عدم الانسلاخ من ماضيها وإن سلكت سبل التجديد بما يناسب معيشتها الآنية، فلكل زمان معطياته وأحواله، على سبيل المثال ليس من المقنع أن يصر إنسان على تناول وجبة (حنيني) يومياً وهو يعرف أنه يعاني من تزاحم الدهون في دمه وربما زيادة نسبة السكر، ولا أعرف سبب التسمية لكن حنين قبيلة عربية وحنين صاحب قصة الحذاء المعروفة التي ذهبت مثلاً، فمكونات الوجبةكانت تناسب الأجداد في قرن مضى حينما كانوا يبذلون جهداً جسمانياً طول النهار يحرقون به فائض الدهون والسكريات، قس على ذلك ثقافة المفاطيح التي مازال بعضهم يرى أن من العيب والعار التخلي عنها، أما عن الأقوال والعبارات التي ترد على الألسنة وكأنها حقائق لاتقبل الجدل وهي ربما على النقيض مما يفترض أن يكون، فمن ذلك قولهم: من طلب العلا سهر الليالي، ومن له حيلة فليحتل، وكقولهم: نجا فلان من موت محقق، وأضاع اللاعب هدفاً محققا، ووقع في الشارع حادث مؤلم، فالسهر ليس للعلا دائماً فهي تنال غالباً بالجد بلا سهر، والمحتال منبوذ عند الله وخلقه، والموت المحقق لايعلمه إلا الله سبحانه، والحادث بالتأكيد مؤلم مهماكان وقعه ونوعه، والمدهش أن تجد من يجتهد للتأكيد عليها وعدم التأمل في مدلولاتها.

 

الأصالة بين الحنيني والمفطح
علي الخزيم

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة