Friday  21/01/2011/2011 Issue 13994

الجمعة 17 صفر 1432  العدد  13994

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

 

بضاعة مزجاة !!

رجوع

 

المنطق كما أرى مقلوب، فالسياق الطبيعي للأمور أن يفهم الإنسان بضاعته أولاً ويثق بجودتها، ثم يقدمها للناس وهو مدرك أن كثيراً من الناس قد لا يهتمون بداية بما يبيعه لهم، فيخلق الفرص لتبيان تميز بضاعته، ويغريهم بالالتفات إليها ليقدموا على شرائها.. أما أن يحدث العكس فهذا كما قلت أرى أنه يخالف السياق الطبيعي لمنطق الأمور، فلا يمكن أن يعرض إنسان بضاعة ما لم يحرص عليها وعلى جودتها، ويفترض أن الناس من باب الوطنية أو الأخوة أو غيرها سيقفون بجانبه ويساندونه لينجح في بيع ما يبيع، ثم إذا أعرض الناس عنه وعن بضاعته لام الآخرين وبين أنه لم يجد دعمهم ومساندتهم.. هذه الحال تنطبق على منتخبنا لكرة القدم ولاعبيه وترديدهم أنهم لم يجدوا الدعم من الإعلام أو من غيره وهم يقدمون بضاعة رديئة في أساسها وفي نتاجها، ويحورون ضعف إنتاجهم لانعدام المساندة والضغوط الكبيرة.. وأسأل الملاكم الناجح الذي يحقق انتصاراته، والمطرب المبدع في أغنياته، والطبيب الماهر وهو في غرفة عملياته، وغيرهم ممن ينجح في مجاله ألا يتعرضون لضغوط ؟ ما عرفنا نسيم حميد إلا بعد أن وضع تحت ضغوط وقدم لنا بضاعته بطريقة أرضتنا وحفزتنا لمساندته، وما عرفنا معالي وزير الصحة قبل أن يكون وزيراً إلا بعد أن أبهرنا بمهاراته وعلمه، ثم بتنا لا ننتظر منه غير ما علمناه من إبداع، ولم يقل كما قال غيره إنه يقع تحت ضغوط تجبره على الوقوع في الخطأ لأنه يعرف نفسه ويعرف بضاعته.

المنطق يقول أيضاً إن لكل مجال تحدياته ومصاعبه، فمن يختار مجالاً بمحض إرادته ليصنع لنفسه مجداً أو قيمه عليه أن يتحمل ما في محيطة من صعوبات وعقبات وتحديات، ويفهم أن المتلقين خليط من الناس يتباينون في أفكارهم وفي اهتماماتهم وفي ردود أفعالهم، وأن الناس لا يجب بالضرورة أن يكونوا داعمين له قبل أن يروا منه ما يفرض دعمهم له، إن لم يكن مهيأ لهذا فعليه من أصله أن يترك المجال ويبحث عن مجال آخر يتوافق وحجم عزم نفسه وإصرارها،لأن الأصل في كل الأمور قدرة ومهارة الإنسان نفسه قبل أي شيء آخر، إن لم يعرف إمكانياته، ويحسن تقديم نفسه وبضاعته، والتكيف مع متغيرات ومتطلبات مجاله، فمن الطبيعي جدا ألا يجد الدعم، فنحن - وأقصد بنحن عامة الناس - لا تهمنا التفاصيل لكننا نهتم بالنتائج والثمار، إن وافقت ما نريد رفعنا من قدمها لنا للمكانة التي يستحقها وإن غير ذلك بحثنا عمن يقدم لنا ما نريد، فليس مطلوب منا بحسب المنطق أن نصفق ونبجل كل من قدم لنا بضاعته، لكننا بكل تأكيد سنتمسك بمن يحقق رضا نفوسنا وهذا لا يتحقق إلا ببضاعة غير مزجاة ترضينا وتحقق ما نريد..

والله المستعان...

نادر بن سالم الكلباني

naderalkalban@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة