Saturday  22/01/2011/2011 Issue 13995

السبت 18 صفر 1432  العدد  13995

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

تصوروا أن هيئة السكك الحديدية الفرنسية وبعد 65 عاما على انتهاء الحرب العالمية الثانية تعتذر لليهود عن مشاركتها في ترحيل عدد منهم من فرنسا أثناء الحرب، وذلك لتعبيد الطريق أمام السكك الحديدية الفرنسية للحصول على مشاريع في الولايات المتحدة الأمريكية.

قبل هذا بسنوات أصدر الحبر الأعظم المسيحي (البابا) بياناً برأ فيه اليهود من العذابات التي تلقاها المسيح عليه السلام على أيديهم.

لا يجرؤ أحد في العالم على ذكر اليهود بسوء، وإلا تعرض للاتهام والمحاكمة والعقوبة، فدساتيرها وقوانين معظم الدول في أوروبا وأمريكا تجرِّم التعرض لليهود بالقول أو الفعل تحت مسمى (معاداة السامية).

ولولا أن قرآننا قد حدد موقف المسلم من اليهود بصراحة ووضوح وكشف أخلاقياتهم وتاريخهم لأعلن بعض المسلمين والعرب ولاءهم لليهود وتجريمهم لأي قول أو فعل يطالهم.

العالم كله يخشى اليهود لسبب أو لآخر، إلا أن أحداً لا يخشى العرب والمسلمين، فلقد هانوا على الناس لأسباب معروفة ليس أقلها ضعفهم وفرقتهم، فهم كما تنبأ لهم نبيهم كغثاء السيل.

المفارقة، أن شركات كبرى ومؤسسات حكومية عالمية تحصل على مشاريع كبيرة في البلاد العربية والإسلامية، دون أن تعتذر للمسلمين والعرب عما فعلته فيهم ولا تزال تفعل في أيام الحرب والسلم.

نأخذ مثلاً من التاريخ الحاضر ذلك الرسام الدنماركي الذي شوه برسومه الكاريكاتورية أحب خلق الله إليه، ذلك الرسول الذي يقول: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) لا تزال دولته تطور تجارتها مع العرب والمسلمين ولم تعتذر عما فعلته وسائل إعلامها، ترى لو أن تلك الفعلة قد مست أحد الرموز اليهودية، فهل ستنجو من عقاب كل يهود العالم ومتصهينيه؟

المستشارة الألمانية ميركل، لم تفكر مطلقاً بردة فعل المسلمين حكومات وشعوباً تجاه دولتها ومنتجاتها عندما كرّمت هذا الرسام الكاريكاتوري بالذات دون غيره من رسامي العالم المبدعين، هذا التعدي السافر لمشاعر ألف مليون مسلم هو بالون اختبار نجح في إثبات هواننا على الناس وعدم اكتراثهم بمشاعرنا وسلبية ردود أفعالنا.

قبل هذا الرسام الدنماركي، كان هناك مؤلف كتاب (آيات شيطانية) يقال إنه مسلم بريطاني الجنسية، تجرأ على القرآن نفسه، ورغم الضجّة الإعلامية، والاحتجاجات من عدد من الدول الإسلامية إلا أن موقف الحكومة البريطانية، كان التكريم وتوفير الحماية لذلك المرتد، دون اكتراث بالألف مليون مسلم ولا بأي من الدول العربية والإسلامية، ولا حتى بالمسلمين البريطانيين الذين يشكِّلون نسبة لا بأس بها من الشعب البريطاني.

جميع يهود العالم إلا ما ندر، ومعهم المتصهينون من أتباع الديانات الأخرى يتكلمون بصوت واحد، ويفعلون بعدة أيدٍ في جسد واحد، بينما المسلمون متفرقون رغم كل محاولات التوحيد التي يبذلها الحكماء منهم، يؤثر بعض زعمائهم المصالح الذاتية التي يسمونها سيادية على مصالح الأمة.

سألت نفسي هل هذا سبب هواننا على الناس، بينما إسرائيل ومعها يهود العالم يتمتعون بالاحترام والتقدير من معظم شعوب وحكومات العالم طمعاً فيهم وخوفاً منهم!

وجدت قلمي يدخل في نفق المفارقات، ويستذكر التاريخ، ويجول في أسباب التفوق، ونظريات السيطرة على الاقتصاد العالمي وإعلامه، وآثرت أن أتوقف فأنا واحد من هذه الأمة التي أعيش مع أفرادها هذا الزمن الرديء، فلا حول ولا قوة إلا بالله.



 

مفارقات لوجستية
هذا الزمن الرديء
د. حسن عيسى الملا

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة