Sunday  23/01/2011/2011 Issue 13996

الأحد 19 صفر 1432  العدد  13996

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

ينظر كثير من الناس إلى أن الإنسان الذي يحب نفسه يصبح (أنانياً) بحكم المتوارث من الأقوال المأثورة التي كثير منها يعتبر من وجهة نظري محبطاً ويصيب الكثيرون بالنكوص، من ذلك على سبيل المثال (كثرة الضحك تميت القلب) رغم أنها تحيي القلب وتنعشه، وقد ذكرت كثير من الدراسات أن الضحك يمثل سبباً رئيسياً لتحقيق السعادة والتخلص من ضغوط الحياة اليومية.

نعود إلى قضية (حب النفس) يقول المثل الصيني (إذا لم تجد السعادة في داخلك فلن تجدها في مكان آخر)، ويقول المثل العربي (فاقد الشيء لا يعطيه)، وهناك ترابط كبير بين هذين المثلين، مصدر هذا الترابط يعود إلى أنك لن تتمكن من تحقيق السعادة ما لم تشعر في داخلك بوجودها، بمعنى أن السعادة إحساس داخلي بالدرجة الأولى، ولن تتحقق بكسب أي شيء مادي، أو تحقيق أي طموح كان ما لم تكن أنت سعيداً من داخلك في الأصل.

ولهذا لن تبث شعور السعادة فيمن حولك، ما لم تكن أنت تشعر بهذا الشعور الجميل، لأن فاقد الشيء لا يعطيه كما يقول المثل، وذات المثل ينطبق على الحب، فالشخص الذي لا يحب نفسه، لا يمكن له أن يهب الحب للآخرين، وهو حين يحب نفسه يبدأ في العمل الجاد من أجل تحقيق السعادة لذاته، ومن ثم نشرها على من حوله، بمعنى أن حبك لذاتك يساعدك بطريقة أو ما على تحقيق أحلامك.

وهذا لا يتناقض مع حبك للآخرين بل هو السبيل إليه، وهو في ذات الوقت لا يعني الأنانية التي تحدث عندما تتضخم لدى ذلك الشخص الأنا ويصبح يحب ذاته بقدر يجعله يكره نجاحات الآخرين ويحقد عليها، ولا يتمناها لأحد سواه، فأولى خطوات السعادة أن تحب نفسك أولاً، ولهذا فمعنى أو مدلولات السعادة كثيرة ومتشعبة، وهي تختلف من شخص لآخر، فهناك من يرى السعادة في تحقيق طموحاته المادية، وهناك من يراها في تحقيق الإنجازات العلمية، أو النجاح على المستوى العملي، وهناك من يربط ذلك بالتقوى، حيث يقول الشاعر:

ولست أرى السعادة جمع مال

ولكن التقي هو السعيد

فالمسألة إذن نسبية، تختلف باختلاف ألوان الناس ومعتقداتهم وطريقة تفكيرهم، وهذا التنوع الذي جعله الله سنة كونية، يتضح في اختلاف كل شيء، الليل والنهار، والهدوء والضوضاء، والسواد والبياض، والقوة والضعف إلى غير ذلك من الاختلافات الطبيعية في الحياة.

Kald_2345@hotmail.com
 

حب نفسك أولاً
خالد الخضري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة