Sunday  23/01/2011/2011 Issue 13996

الأحد 19 صفر 1432  العدد  13996

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

      

سؤال أحب أن أطرحه بين فترة وأخرى، وكلما تورطت فئة من الشباب في عمل تخريبي تقوم به الفئة الضالة ضد الوطن والمواطنين وتجند له نخبة من الشباب من أبناء هذا الوطن الغالي...

هذا السؤال: ماذا نسمي غياب الروح الوطنية والولاء للوطن عند هؤلاء الشباب من المواطنين: هل هو مشكلة يعاني منها هؤلاء الشباب؟ أم ظاهرة متفشية بينهم؟ أم مرض عضال يصيب من لم يتحصن ضده؟ أم فيروس معدٍ وخطير لا علاج له؟ ومهما كان الجواب فلا بد أن نعمل سوياً يداً بيد، وعقلاً بعقل، وقلباً بقلب لاستئصاله بطرق عقلانية منطقية، ولكن من يقوم بتعليق الجرس؟ أو بعبارة أوضح: من يتحمل مسئولية زرع حب الوطن في نفوس الشباب بصورة عامة؟

يقول القائل: إن غياب الولاء الوطني لدى هؤلاء الشباب (الضال) عن الطريق مسئولية من؟ ومن يتحمل تبعاتها، هل تتحملها أسر الشباب أم تتحملها مدارس الشباب من الروضة حتى الثانوية؟ أم الجامعات أم وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة؟ أم أن المسئولية يتحملها كل أولئك الذين يمثلون منظومة متكاملة لغرس ولاء حقيقي لدى الشباب بدءاً من الطفولة حتى تخرجهم من دراستهم الجامعية.

ويقول آخرون: غياب الولاء الوطني بصورة عامة عند أي مواطن, هي مسألة مهمة.. وهي خطيرة.. فبغيابه يغدو بالإمكان تمرير كل مخططات الهدم وتدمير الوطن وإيذاء المواطنين والنيل من إنجازاته وخيراته... فغياب هذا الولاء يمثل فجوة يجيد استغلالها أعداء الدين والحاقدون على الوطن والمواطن.. والمرور من ثقبها الواسع إلى الخراب والدمار الذي يطال الجميع دون استثناء.

القضية بحاجة سريعة للمعالجة، ولا بد أن نسلط الضوء عليها ونشير إلى خطورتها جميعا دون استثناء؛ لأن المشكلة تخصكم وتخصنا وتخصهم جميعاً كون القضية قضية وطن، وقضية جيلٍ بأكمله، ومن لا يحمي وطنه لا يستحق أن يعيش على أرضه.

حاولت أن أستقصي وأكتشف وأبحث عن أسباب غياب الروح الوطنية لدى بعض الشباب، فقال لي أحد المواطنين المخلصين لوطنه: اسمع يا دكتور، السبب تتحمله بعض الفئات الضالة والتي تضلل هؤلاء الشباب بأحاديث وأفكار سامة ضد الوطن وتعطيهم وعوداً كاذبة مما تؤثر في نفسياتهم وتزرع الكره والحقد في نفوسهم ضد الوطن والمواطنين، وتحيلهم إلى أعداء وتملأ عقولهم وقلوبهم باليأس والإحباط ضد وطنهم وأبناء وطنهم. وأكد لي مواطن -فضل عدم ذكر اسمه- بالقول: مسألة غياب الخطاب الإعلامي الصحيح والذي يوجه الشباب لحب الوطن ويزرع في نفوس هؤلاء الولاء والانتماء مفقود، وعلى وسائل الإعلام توعيتهم بأهمية المحافظة على الثوابت الوطنية وترسخ حب الوطن الذي هو من الإيمان.

وفي جانب آخر، التقيت بالمواطنة السعودية (سارة) وهي فنانة تشكيلية مميزة استخدمت ريشتها لتعبر من خلال لوحاتها عن حب الوطن؛ حيث قالت: إن المسئول عن غياب الولاء الوطني هو نحن جميعاً... أي أن المسئولية جماعية وتسلسلية تبدأ من الأسرة وتنتهي بالجامعة... وغياب الروح الوطنية لا يأتي من فراغ، وإنما نتيجة تراكمات ومعاناة هؤلاء الشباب أولاً وإهمال الأسرة والأجهزة المعنية لهم, مما يجعل هؤلاء الشباب ينصرفون إلى أعمال شيطانية مؤلمة لهم ولأسرهم ومجتمعهم ووطنهم عندما ينخرطون في منظمات مشبوهة تضر بالإسلام أكثر مما تنفعه، وتمضي سارة في حماسها عن حب الوطن: الشباب حين يجدون أنفسهم تائهين وضائعين وعاطلين ولم يلقوا من يهتم بهم وبمستقبلهم, ينجرون وراء مغريات وتيارات تضرهم، وهذا ما حصل للشباب الذين انخرطوا مع تلك التيارات المخربة والمدمرة والحاقدة على كل من يحب الوطن والمواطن.

إن مسئولية حب الوطن هي مسئوليتنا جميعا وعلينا أن نكون في المستوى الذي لن تستطيع أي قوة في العالم أن تسلب منا هذا الحب... هذا وعد... وهذا عهد... ووعد الحر دين... وعهد السعودي رقبته يحمي بها تراب وطنه المملكة العربية السعودية !!

- الرياضFARLIMIT@FARLIMIT.COM

 

من يزرع حب الوطن في نفوس الشباب؟!
د. محسن الشيخ آل حسان

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة