Sunday  23/01/2011/2011 Issue 13996

الأحد 19 صفر 1432  العدد  13996

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

      

حدودنا ولله الحمد آمنة مطمئنة.. ودماء أبناء الوطن مصانة.. وكرامة الوطن محفوظة ومهابة.

إذن.. ما الداعي لكل هذا العويل والصراخ ولطم الخدود وتحميل الأمور أكثر وأكبر مما تحتمل؟!

عجباً.. كيف يمكن اختزال الوطن بكل مكوناته ومقوماته وكرامته في لعبة كرة القدم؟!!

ذلك أن الوطن عبارة عن مكونات عدة هي أرقى وأسمى من أن يتم اختزالها في جملة لفظية عبثية تلوكها الألسن أو تجترها الأقلام.. هذا لمن لا يعي ولا يدرك مدلول ومعنى (وطن)..؟!!.

لقد ذهلت (والله) وأنا أتابع ردود الأفعال على إخفاق الأخضر في مشواره الآسيوي.. ذهلت من استسهال حشر كرامة الوطن في كل تداخل أو تناول وكأن حدوده قد أستبيحت.. وذهلت أكثر مما رأيت ولمست من نزق هستيري تساوى فيه أدعياء الفهم والمعرفة مع مرتادي المدرجات..؟!!.

وتساءلت بيني وبين نفسي: هل هان المعنى الحقيقي لكلمة (وطن) إلى هذا الحد من السفه حينما يتم امتهانه واختزاله في عبارة مبتذلة وأحياناً رخيصة على خلفية خسارة مباراة في كرة القدم أو حتى بطولة..؟!!.

العجيب الغريب أن هؤلاء الذين ربطوا كرامة الوطن بخسارة المنتخب.. رددوا بألسنتهم وأقلامهم قبل ثلاثة أشهر تقريباً من الآن أنه لا علاقة للوطنية بكرة القدم.. فما الذي تغير الآن يا ترى..؟!!.

عفواً.. ما موقع الكرة من تراثنا؟!

ما تقدم لا يعني الاستهانة بالرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً.. أبداً.. فأنا ممن يعشقون كرة القدم.. ولكنني عندما أشاهد هذه المستويات والمعدلات من الشبق والهستيريا في التعاطي مع الأحداث الكروية..

وهذا الزخم الهائل من الوسائل المسخّرة إلى درجة التكالب للاستحواذ على العقول في سبيل إشغالها وإخراجها عن وقارها.. وصرفها عن الكثير من الشؤون والأساسيات الحياتية الجديرة بالاهتمام والاعتبار.

هو ما جعلني أتساءل بشدة عن موقع كرة القدم تحديداً من تراثنا.. وهل نحن مجتمع كرة قدم أساساً.. بمعنى أن كرة القدم هي إحدى سماتنا التراثية الأساسية التي نُعرف بها بين المجتمعات الأخرى كي تقوم القيامة عند إخفاقنا كروياً في أي مشاركة..؟!!.

صحيح أن كرة القدم أضحت تمثل واحدة من عدة معالم تشكل في مجملها ملامح وهوية هذا المجتمع أو ذاك.

تختلف وتزيد أو تنقص بمدى ما تمثله كرة القدم تراثياً.. ولكنها لا يمكن أن تشكل الواجهة أو المعلم الأهم والأبرز لمجتمع كمجتمعنا.

ذلك أن لدينا من الأولويات التراثية والحضارية ما يجعل كرة القدم تحتل مرتبة متأخرة في الترتيب قياساً ببعض المجتمعات الأخرى.

يعني باختصار: تظل كرة القدم اسمها (لعبة) ومن يمارسها (لاعب) وبالتالي لا يجب إنزالها منازل شرف الأوطان.

ومع ذلك.. نعم للاهتمام بالرياضة عموماً، ونعم لدعمها وتسخيرها لخدمة الشباب وليس تسخير الشباب لخدمتها.

الملام على من فيه خير

المقولة أعلاه هي عبارة عن حكمة توارثناها عن الآباء والأجداد.. وهي من الوضوح بحيث لا تحتاج إلى شرح أو تفسير.

هذه الحكمة التي تستنهض وتطرق ذاكرتي كثيراً في الآونة الأخيرة عطفاً على زحمة مشاهد الفوضى الفضائية العارمة من خلال ما يسمى بالبرامج الحوارية..؟!!.

فإذا نحن التمسنا العذر للقنوات التي تبحث لها عن مواطئ أقدام بين مثيلاتها في سوق أضحت الإثارة المفتعلة والغوغائية والتطاول وقلّة الأدب، هي البضاعة السائدة والأكثر رواجاً فيه.

وإذا نحن التمسنا العذر لبعض المذيعين الذين نحترمهم ونقدرهم على اعتبار أنه لا حول لهم ولا طول في اختيار العناصر المستقطبة للتحاور - وهو الواضح - وبالتالي عدم قدرتهم على كبح جماح الغوغاء، أو على الأقل قدرتهم على توزيع الوقت بين تلك العناصر بما يكفل عدم استحواذ (الجهلة) و(المهرقلين) على معظم الوقت في الثرثرة والتطاول على عباد الله، وترك بقية الضيوف ليكونوا عبارة عن متفرجين..؟!!.

إلاّ أن اللوم، كل اللوم يقع على تلك القامات الإعلامية والعلمية المحترمة التي تقبل بالحضور في تلك البرامج ومشاركة تلك الأصناف من الغوغائيين والحمقى.. مما ينتقص من أحترامهم في عيون الأسوياء الذين يحترمونهم ويقدرونهم..؟!!.

ما قل ودل

أسأل الله أن يوفق الأمير نواف بن فيصل، وأن يسدد خطاه، وأن يعينه على أداء مهمته الشاقة والشريفة.

 

في الوقت الأصلي
اركدوا.. فكرامة الوطن مهابة
محمد الشهري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة