Monday  24/01/2011/2011 Issue 13997

الأثنين 20 صفر 1432  العدد  13997

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

عزيزتـي الجزيرة

 

قراءة أخرى لقصيدة ساهر

رجوع

 

عزيزتي الجزيرة:

قرأت التعقيب الذي كتبه شمس الدين درمش بعنوان (هونا أيها الشاعر مع ساهر) في عدد الجزيرة يوم الخميس 24 محرم 1432هـ؛ على قصيدة (ساهر) للشاعر حيدر البدراني المنشورة في عدد الاثنين 7 محرم 1432هـ. وأقول معقباً:

لقد أحسن الشاعر البدراني في قصيدته ساهر، وأحسن الكاتب درمش في تعقيبه (هوناً أيها الشاعر).

ولأن الكاتب درمش تناول الجانب السلبي في القصيدة فأنا سأشير إلى الجانب السلبي في مقاله أولا، ثم أشير إلى الجانب الإيجابي في القصيدة، ثم إلى ما أتفق فيه مع الأخ درمش فيما أخذه على الشاعر.

وأقف مع الأخ درمش أولا فأقول: إنه أقحم محرر الصفحة في حديثه عن القصيدة، وحمل العناية بها - ظنا - على أن محرر الصفحة منزعج من نظام ساهر، وهذا أمر خارج عن الموضوع، ومحرر الصفحة يُشكر على كامل حياديته بنشر الجزئية التي تناولته في التعقيب، من دون أن يشعر بالحرج، أو يعقب عليها، تاركا الرأي للقراء فيما يقرؤون.

والكاتب لم يلحظ الفرق بين من يكتب نثرا عن ساهر ومن يكتب شعرا! فالكتابة النثرية فيها مجال للفكر والخوض في التفاصيل، أما الشعر فمجاله العاطفة والخيال، والبعد عن التفاصيل. وهو ما تحقق في وجدان الشاعر وظهر في قصيدته.

وأنا لا أتفق مع الكاتب في أن الشاعر يريد من ساهر أن يميز في تسجيل المخالفات بين المؤمن والكافر، أو بين البر والفاجر، وإن أوحت عبارته بذلك. وقد لجأ الكاتب إلى التهويل والتحريض من خلال ندائه: (هل سمعتم بمثل هذا أيها الناس؟) والموضوعية في النقد لا تقبل بمثل هذا الأسلوب.

أما الجوانب الإيجابية في القصيدة فهي متعددة، منها: كون النقد جاء شعرا هذه المرة، وهو سبق للشاعر، وقد تكون هناك قصيدة لم أطلع عليها، ولكنها تبقى طريفة ونادرة في الموضوع.

والقصيدة جاءت بأسلوب قصصي لطيف، فالشاعر رصد مشاعره بتدرج، فبدأ هادئا: ( حنانك لا تكن جائر/ علي اليوم ياساهر) ثم تصاعد شيئا فشيئا حتى بلغ الذروة في قوله: (وجيبي قد غدا صفرا/ وجرح مصيبتي غائر)، ثم تتحول العاطفة المتألمة إلى الغضب والثورة، فيقول: (كذاك خلقت لا تعجب/ لطير بارع ثائر)، ثم يعود تدريجيا إلى الهدوء والاستعطاف وكأنه أدرك أن ثورته لا تجدي مع ساهر، فيقول: (أجوب عوالمي أسعى/على المحتاج والقاصر)، ويتراجع أكثر متوسلا باحثا عن العفو والصفح والغفران، ويعبر عن أسفه مستسلما لحظه العاثر مع ساهر، فيقول: (فيا أسفي على حظ/ بعينك دائما عاثر).

ويضاف إلى هذه الجودة الأسلوبية القصصية في تصوير العاطفة ذلك الخيال الشاعري المحلق والمصور في القصيدة، عندما يصور الشاعر قائد السيارة في حالة نشوة وهو يقود سيارته ليكون الأول الماهر، والصقر المحلق الطائر.

وتأتي الخاتمة مناسبة جدا بلجوء الشاعر إلى الشكوى لرب عادل قادر، ليكون آخر القصيدة متناسقا مع بدايتها المنكسرة، التي يطلب فيها من ساهر ألا يكون جائرا، وهي نهاية تحذيرية واضحة.

أما الذي لا مراء في عدم توفيق الشاعر فيه فهو قوله: (أتجعل مؤمنا برا/كمثل الملحد الكافر) (وقلبا طاهرا حيا/كقلب الأرعن الفاجر) فالاقتباس في البيتين ينقلنا إلى عدد من الآيات القرآنية الكريمة، مثل: ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين. مالكم كيف تحكمون) و ( أم نجعل المتقين كالفجار)، وآيات أخرى بهذا السياق، وهي تشير إلى العاقبة الأخروية، وتفاضل العباد بإيمانهم وتقواهم.

أما التعامل في الدنيا فقائم على العدل في الأعمال الظاهرة أمام النظام والقانون، وتحكمهم نصوص مثل: ( ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى)، و (الناس سواسية كأسنان المشط) وغير ذلك كثير.

وما ذهب إليه الشاعر من إنكار على ساهر هو منقبة لا مثلبة.

محمد زهير سيد علي -الرياض

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة