Monday  24/01/2011/2011 Issue 13997

الأثنين 20 صفر 1432  العدد  13997

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الريـاضيـة

      

ما إن يخرج منتخبنا من خسارة أو إخفاق حتى تنطلق حناجر المنظّرين من أصحاب الرأي الطائش الذين ينسفون بكلمات بسيطة منجزات عقود من الزمن، ويقوِّضون البناء الرياضي السعودي من قواعده، ويجرِّدون اللاعب السعودي من مقومات اللاعب الحقيقي.

فما زلت أتذكر ما حدث من هرج ومرج بعد نكسة المنتخب في مونديال 2002م باليابان.. وما قاله المنظّرون ومدّعو المعرفة والفهم.. وما كتبته أقلامهم التي سفحوا أحبارها على صفحات الجرائد، وما رددوه في الفضائيات من كلام إنشائي لا يمت للواقع بصلة.

تحدثوا عن الأكاديميات، وعن احتراف اللاعب السعودي خارجياً، وعن التدريب الصباحي، وعن أمور كثيرة هي في مجملها من أسهل ما يمكن أن يقوله أي منظر في أي منبر إعلامي.. دون أن يغوص في أعماق المشكلة ويحللها ويستدعي أسبابها ليضع لها الحلول الصائبة.

فلا الأكاديميات هي مشكلة الكرة السعودية، ولا الاحتراف الخارجي للاعبينا هو العقبة التي تحول دون تطور كرتنا السعودية، ولا غياب التدريب الصباحي هو سبب إخفاق منتخبنا.

فمنتخبنا حقق الأمجاد وكتب تاريخه بمداد من ذهب دون تلك الأشياء.. فحصل على كأس آسيا ثلاث مرات ووصل إلى المونديال أربع مرات، وحصل على بطولات الخليج والعرب والتضامن الإسلامي، وعلى كأس العالم للناشئين، فضلاً عما حققته أنديتنا على مستوى الخليج والعرب وآسيا والعالم.. مما يعني أن هناك منجزاً كروياً سعودياً قد تحقق.

وهناك تاريخ غني وثري..

إذن.. لماذا نجرِّد رياضة بلادنا من كل تلك المنجزات التي نفخر بها عند أي خسارة أو إخفاق..!!؟ ونمارس جَلد الذات بشكل غريب؟

إذا أردنا أن نتعرف على أسباب إخفاقنا في بعض المحافل.. فيجب أن نتعرف قبل ذلك على أسباب تفوقنا في السابق.. وما الذي اختلف؟

منجزاتنا الرياضية والكروية السابقة لم تتحقق بالأكاديميات ولا بالاحتراف الخارجي المزعوم ولا بالتدريب الصباحي المُفترى عليه.. لكنها تحققت بحسن الإدارة.

فعندما نُحسن إدارة كرتنا ومنتخبنا ومسابقاتنا المحلية سنحصد الإنجاز لا محالة.

وحُسن الإدارة يكون بالتخطيط السليم والتنظيم المتقن والمتابعة الدقيقة والرقابة الواعية والمحاسبة الشديدة.. تلك هي ركائز الإدارة الحديثة والصحيحة لأي عمل.. وعندما يفتقد أي عمل تلك الركائز فثق أنه سينهار مهما كان حجم الاهتمام والرغبة من أجل النجاح.. فالنجاح لا يأتي بالنوايا الطيبة، ولكن بالعمل المنظم المنضبط.. كما أن المتابعة والرقابة لا تقلان أهمية بأي شكل من الأشكال عن التخطيط والتنظيم.

وإذا أصلحنا شأن إدارتنا للحركة الكروية يأتي بعد ذلك التطوير.. وهو ما يُسمى بالتحسين المستمر.. فعندئذ لا بأس من الاهتمام بالأكاديميات والاحتراف الخارجي للاعبين لأنها ستقدم إضافات نوعية مميزة وستنقل الكرة السعودية إلى آفاق رحبة وواسعة من التطور.

خلاصة الموضوع أن وضع الحلول لأي مشكلة يجب أن يبدأ من الحل رقم (1).. وليس من رقم (20).

وخلاصة الخلاصة أن كرتنا السعودية ما زالت قوية وتقف على أرض صلبة.. وهي غنية وثرية بالمواهب، وما زالت واقفة وشامخة.. ولكن ينقصها فقط حُسن الإدارة.

وأرجو من أولئك المنظّرين أصحاب الآراء المعلَّبة أن يتوقفوا عن جَلد الذات وهدم المنجزات وإعادة كرتنا ورياضتنا لمنطقة (الصفر) لمجرد أنهم يريدون أن يُسجلوا حضوراً في زمن السقوط.

 

بدون مجاملة
الإدارة سر النجاح.. وليس الأكاديميات
عبد العزيز الهدلق

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة