سبق لي ولغيري من كتاب صحيفة (الجزيرة) أن تحدثنا بإسهاب وبصورة عامة عن متطلبات السياحة المحلية واحتياجات السائح السعودي خاصة والخليجي والعربي عامة. وأحب أن اعترف هنا وبكل مصداقية أن الهيئة العامة للسياحة والآثار استطاعت وبكل جدارة أن تكتشف المميزات السياحية الداخلية التي يبحث عنها السائح السعودي وغيره، وأن تستجيب لكل المقترحات التي كتبت عنها الجزيرة مرات ومرات وتقودني هذه المقدمة إلى لقاء تليفزيوني أجريته مع نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار المساعد للتسويق الدكتور فهد الجربوع، حيث كشف الدكتور الجربوع في هذا اللقاء عن أهمية تفعيل اتفاقيات الشراكة بين الهيئة العامة للسياحة والآثار والجهات ذات العلاقة بصناعة السياحة في المملكة، مشيراً إلى أن الهيئة بالتعاون مع وزارات الداخلية والشئون البلدية والقروية ووزارة الطرق والنقل، تسعى لتوفير المتطلبات السياحية التي يحتاجها السائح السعودي، بما يدعم مفهوم المملكة الغنية بتنوعها. حيث تحرص الهيئة على إطلاق حملات لإبراز التنوع في التراث الثقافي السعودي، وكذلك التراث العمراني، إضافة إلى تعزيز هذا المفهوم من خلال الحملات التي تواكب المواسم السياحية المتنوعة لإبراز المميزات التي تتمتع بها كل منطقة، في كل فصول العام، مثل حملة الربيع، ومنتصف العام الدراسي، علاوة على حملة عن الأجواء الروحانية في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وسألت الدكتور الجربوع كيف يؤكد هذا المفهوم؟ فقال : إن تعزيز هذا المفهوم يتطلب عملا مكثفا من الجميع على أرض الواقع. قلت: وما نوع هذا العمل المكثف؟ قال: لأن السائح يريد طرقا ممهدة وفق أعلى المستويات، ولوحات إرشادية على الطرق، ومتنزهات كثيرة ومتنوعة ونظيفة، ومشاريع سياحية متنوعة أيضا في المناطق، وتوفير رحلات جوية بين المناطق بشكل مستمر، وكذلك قيام شركات النقل بزيادة رحلاتها.

وسألت الدكتور الجربوع عن هوية المملكة السياحية؟ قال: إن هوية المملكة السياحية هي ترسيخ هوية سياحية مميزة- مثلا التعريف بالمملكة كوجهة سياحية مقارنة بالدول السياحية الأخرى- وترك القرار للسائح السعودي الذي بدأ في السنوات الأخيرة يكتشف مميزات التمتع بإجازاته في ربوع المملكة وتذكرت تصريحا لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار حيث قال : إن السعوديين يشعرون بالارتياح لإستراتيجيات الهيئة، وذلك لأنها طابع محلي، مشيراً إلى أن لدى الشعب السعودي منظومة قيم مثل أي دولة أخرى، تتوافق مع الإستراتيجيات والخطط الاستثمارية التي تطرحها الهيئة لدعم القطاع وتفعيله. وأوضح الأمير سلطان، في حوار مطول أجرته معه صحيفة فاينانشيال تايمز اللندنية، أن المملكة ستكون الخيار الأول للباحثين عن رحلة سياحية في الإنترنت بعد خمس أعوام، بسبب الخبرات المتراكمة والخدمات العالية والخيارات المتعددة للأماكن التي يمكن أن يزورها السائح. وكشف رئيس هيئة السياحة والآثار عن وجود (14) فريقا علميا من مختلف دول العالم، وذلك للتنقيب عن الآثار في المملكة، إضافة إلى الخبراء السعوديين في المجال.

أرجو النجاح والتوفيق لسياحتنا المحلية بحيث نستطيع أن نجذب أولاً السائح المحلي ثم الخليجي ثم العالمي.