Saturday  29/01/2011/2011 Issue 14002

السبت 25 صفر 1432  العدد  14002

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

لو فكر الإنسان بما وهبه الله من نعم هي أكبر من النعم المادية كلِّها، ولوجد أنه ثري بكل المقاييس!

روى لي ذات مرة صديق عزيز قصةً مؤثرة فيها عبر واعتبار، حيث روى أن أحد الرجال كان يشكو من قلة ذات اليد، وكان يطمح أن يملك «مليون ريال» ليبدل سيارته وليؤمن بعض المطالب الدنيوية الأخرى، وكان يتحدث بألم ويشكو أمره إلى صديق حكيم، فقال صديقه مختبراً له: بسيطة تستطيع أن تمتلك مليونين غداً، فقال هذا الرجل متلهفاً: كيف؟ قال إن هناك رجلاً ثرياً بحاجة إلى «كلية»، وقد وضع مليوني ريال لمن يتبرع «بكلية» له، فهل تريد أن تقدم إحدى كليتيك وتأخذ «مليوني ريال» غداً؟ فردَّ على الفور: لا أوافق على ذلك حتى ولو أعطاني عشرة ملايين، فقال له هذا الحكيم على الفور: ما شاء الله الآن عرفت أنك تملك عشرة ملايين ريال لجزئية واحدة من جسدك، ولو حسبت قيمة كل الأعضاء لأصبحت مليونيراً.

وصمت الرجل الشاكي وفكَّر ورأى صحة وسلامة ما قاله له هذا الحكيم، ثم أوصاه الحكيم -بعد ذلك- أن يسعى في مناكب الأرض لكن دون شكوى أو تألُّم من واقعه المادي، بل يكون حامداً شاكراً وساعياً إلى ابتغاء فضل الله في هذه الدنيا!

وذلك خير من زرع الأماني في مدارات الخيال!

-2 بين تنفير وتبشير..!

كِبَرُ الخطأ لا يعني أن نقسو في نصحنا.. بل لا بد من الرفق.. وليس أدل من ذلك من موقف موسى وهارون من فرعون، فقد قال فرعون: (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى) (24) سورة النازعات.

ومع هذا فإن الله عز وجل أمر موسى وهارون بالرفق واللين (فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى) (44) سورة طه.

وكان الرسول صلى الله عليه وسلم رحيماً عطوفاً، ويقول الله عز وجل عنه (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ) (159) سورة آل عمران.

إن أسلوب القسوة في إبداء الرأي يدعو إلى التنفير، بدلاً من أن يكون سبباً للقبول والتبشير.

-3أغمض عينيك حتى تراني..!

بعض الأبيات الشعرية لوحات بارعة الجمال، أخاذة المعاني.. تظل تتأملها وأنت تستمتع بفضاءات المعاني وحمولاتها التي تقلها.. اقرأ معي بيت الشاعر «جورج جرداق» من قصيدة «هذه ليلتي» التي غنتها الفنانة الراحلة أم كلثوم:

«فادن منِّي وخذ إليك حناني

ثم أغمض عينيك حتى تراني..!»

هذا المعنى في الشطر الثاني بديع في تناقضه!

كيف يرى وهو مغمض عينيه!

لكن الرؤية عبارة عن رؤية إحساس ولمس وليست رؤية إبصار ونظر!

ولهذا قالوا إن «الأعمى يرى بيده»!

وقد صدقوا، فالرؤية في لمس الأشياء قد تكون أبلغ من الرؤية بالعينين.

-4 آخر الجداول

قال إيليا أبو ماضي:

وطن النجوم.. أنا هنا

حدِّق.. أتذكر من أنا؟

ألَمَحتَ في الماضي البعيد

فتى غريراً أرعنا

جذلان يمرح في حقولك

كالنسيم مدنْدنا

فاكس 4565576

hamad.alkadi@hotmail.com
 

جداول
1- كم في جسدك من مليون؟
حمد بن عبد الله القاضي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة