Saturday  29/01/2011/2011 Issue 14002

السبت 25 صفر 1432  العدد  14002

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

في ليلة تكريمه بإثنينية خوجة
غلوم: القنوات الفضائية لا تعكس ما يفكر به المثقف العربي

رجوع

 

جدة - صالح الخزمري

قال الدكتور إبراهيم عبد الله غلوم، الأكاديمي والناقد البحريني المعروف: إن ثقافة الفضائيات هي ثقافة مفتوحة اليوم على المنجز الذي يتصل بثقافة العولمة، ومن ثم لم يكن من الغريب أن تهمش الثقافات المحلية أو الثقافات المصغرة هذا سياق يأتي بشكل طبيعي ولكنه مجحف بدون شك، القنوات اليوم محمومة في التوجه نحو تكوين سلعتها الخاصة بها، لذلك فهي لا تعكس تماما ما يفكر فيه المثقف العربي اليوم، المثقف الراسخ الذي ينظر إلى قيم مجتمعه، ومنظومته العربية والإسلامية، هناك غربة شديدة جدا في حضور الفضائيات في داخل هذه الثقافة.

وأضاف د. غلوم ليلة تكريمه باثنينية خوجة عما يتعلق بمنزلة المسرح العربي ضمن المسرح العالمي، أستطيع القول بكل ثقة وبكل حب إن في البلاد العربية مسرحا متقدما جدا ولا تنقصه الإمكانيات الإبداعية، ولا موهبة من يكتب له، أو يخرج له، ومن تجربة أخيرة شهدتها في مهرجان الخليج الحادي عشر، قدمت عروض مسرحية أنا شخصيا أحلم أن تجول العالم، هناك تجربة مسرحية من الإمارات العربية المتحدة اسمها «السلوقي»، ومسرحية أخرى بعنوان «البندقية « قدمت من شباب المملكة العربية السعودية من الأحساء، كانت حصيلة هذا المهرجان حوالي ثلاث أو أربع مسرحيات، كنت أتمنى لو يشاهدها جمهور في الدول الأوربية وفي أمريكا وفي أمريكا اللاتينية لكي يعرفوا أن هذا المجتمع العربي يستطيع أن يستوعب هذا الشكل المسرحي، وأن يقدم تجارب فريدة ومتميزة، وليست محاكية لتجارب أخرى، نحن الآن، في مسرحنا العربي توجد تجارب موازية، ومضيفة لما يقدم عالميا على صعيد المسرح.

من جانبه أشاد عبد المقصود خوجة بالدكتور إبراهيم عبد الله غلوم، الأكاديمي والناقد البحريني وقال: ما أن يذكر في محفل إلا وتتداعى معه شؤون وشجون المسرح، وللمسرح لقاءات وذكريات في أمسيات الاثنينية»..منح ضيفنا المسرح في البحرين والخليج بصفة عامة جل اهتمامه، وأسهم فيه بجهد مقدر برعاية كثير من الندوات والمؤتمرات، وأفرد العديد من الدراسات وأوراق العمل التي عالجت قضاياه، وهذا نابع من إيمانه العميق بالدور الذي ينبغي أن يقوم به المسرح في الحياة العامة باعتباره «أبا الفنون»، وحاضن شذرات الفن التشكيلي، والشعر، والموسيقى، والأزياء، وفنون الإضاءة، وتقنيات الصوت، والإخراج المسرحي، وغيرها من الوسائل التي ارتبطت في الماضي والحاضر بهذه الخشبة التي تنبض بالحياة وتقتبس أجراساً منها تعلقها في المجتمع كلما دعت الضرورة لتثير التفاعل المنشود وتسهم في علاج كثير من القضايا. فعرف فارسنا بإنجازاته الأكاديمية.

الدكتور عبد المحسن القحطاني رئيس النادي الأدبي بجده قال بأن د. غلوم حفر قيمته الأدبية في صخرة بأظافره، كما اعتبره ثلاثي الأبعاد فهو فنان، ومبدع، وناقد، إذ اتكأت مؤلفاته على البحرين ثم الخليج ثم الوطن العربي. همه الرئيس كان المسرح والذي هو عصارة فكر كل أمة. كان مغرماً بالتأسيس، جمعيات، روابط، إلخ وهو هم يلاحقه أينما كان، عاش للمسرح ومعه، ويكاد لا يمر بوعكة وإلا ينتج معها كتاباً.

الشاعر البحريني قاسم حداد: تحدث في كلمته عن صداقته مع د. غلوم التي قال عنها بأنها تتجاوز البعد الشخصي لتصبح صداقة التجربة والنص وهذا ما جعله قريباً مما أكتب ما أسهم في إضاءة العديد من النصوص. وأضاف إن أهم ما يميز كتابات غلوم النقدية على هو تأصيل الأصول عبر قراءتها ونقدها. ففي أطروحته عن القصة القصيرة في الخليج العربي التي كانت حجر أساس لنظراته النقدية، عمل من خلال بحث ميداني على تقديم رصد دقيق وعميق لمجمل الكتابات القصصية وقراءتها لاكتشاف المكونات المبكرة لفن القص وهي الأرضية التي سيرى في ضوئها المؤسس التجارب القصصية المعاصرة والجديدة وبذلك سيكون قد وضع التجربة القصصية برمتها في السياق الأدبي والتاريخي، لكي نكتشف كيف أن العمق الاجتماعي بوعيه الحضاري لدى القاصين هو عمق متصل بجذور وعي في تلك الأصول البعيدة.

دار حوار مع الضيف بعد في تعليق له على سؤال حول إمكانية استيعاب السياق العربي الحضاري بكل حمولاته ما يسمى بالمسرح قال: هذا السؤال مهم وحيوي وقد طرح منذ مارون النقاش، ولازال هذا السؤال قائما إلى هذه اللحظة، ومن الندوات الأخيرة التي عقدت، وشاركت في تصميم بعضها، طرحت مجددا إمكانية إعادة النظر في هذا السؤال، هل يمكن أن يكون لنا مسرح عربي خاص بنا، وكان مارون النقاش يستخدم عبارة، ويقول: إنني أستخرج من الذهب الفرنسي سبكا عربيا، كان يقولها في مقدمة مسرحية البخيل، ومشى على هذا السياق رواد المسرح العربي إلى أن ظهر يوسف إدريس وسعد ونوس، وكتاب من المغرب، وجماعات احتفلت بالإجابة على هذا السؤال، ولكن كانت التجربة التي يمكن التعليق عليها اليوم، هو أن كل ما وضع في هذا السياق كان محاولة لتقديم الصيغة التراثية لفكرة المسرح في هذه التجارب، وأعني بالصيغة التراثية أن كتابنا هؤلاء وجدوا في قصص ألف ليلة وليلة، وفي الملاحم، وفي التاريخ العربي، وجدوا فيها مادة يمكن أن يكونوا منها مسرح، وهكذا توهموا، لكنهم في الحقيقة دون استثناء وضعوا المادة الخام، ولكن البناء والقيم المسرحية ظلت قيم تنتمي إلى المؤسسة الغربية، أو النموذج المسرحي الغربي، لا يعيب ذلك الظاهرة العربية المسرحية، على الإطلاق، لأن المسرح حتى في نموذجه الغربي ليس حكرا على عرق أو على جنس من الأجناس، هو إبداع مفتوح لكل العالم لكل إنسان ولكل مبدع، وأعتقد أن كتابنا العرب أبدعوا حقيقة في تجارب استطاعت أن تستوعب التقاليد المسرحية الإغريقية والغربية الحديثة والأمثلة في ذلك كثيرة، منها توفيق الحكيم، وصلاح عبد الصبور، وغيرهما رغم أنهم أخذوا قوالب مسرحية غربية، وهذا إشكال طويل ويحتاج إلى ندوة طويلة.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة