Saturday  29/01/2011/2011 Issue 14002

السبت 25 صفر 1432  العدد  14002

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

دوليات

      

حفل تاريخ الدبلوماسية الدولية بالكثير من صور العجرفة والصلف والذهاب بعيداً في ممارسة الاستكبار والوقاحة إلا أن ما يحصل من الإسرائيليين فاق كل ما سمعنا به وما قرأه المتابعون.

الدبلوماسية أو العلاقات ما بين الدول تعني حرصاً على أن تكون العلاقات ما بين الدول راقية، والرجال المكلفون بتلك العلاقات مهذبين ويحرصون على لغة التخاطب والتعامل فيما بينهم.

آخر وقائح الدبلوماسية الإسرائيلية إفشال زيارات عدد من قادة الدول للكيان الإسرائيلي؛ لمعرفة نتنياهو وحكومته أن هؤلاء القادة سيحاولون الضغط على الحكومة الإسرائيلية بأن تكون متجاوبة مع جهود تحقيق التسوية السلمية في الشرق الأوسط بعد أن أيقن الجميع بأن تأخر هذه التسوية سبب كل ما يحصل من كوارث وأزمات دولية، ليس في المنطقة فحسب، بل في العالم أجمع.

وهكذا، ولأن نتنياهو يعلم أن الرئيس الروسي مدفيدف والمستشارة الألمانية ميركل طلبا زيارة تل أبيب لدفع جهود السلام في المنطقة، فما كان من تل أبيب إلا أن فاجأت موسكو وبرلين برد وقح لم يكن يخطر ببال أحد، وهو أن موظفي وزارة الخارجية الإسرائيلية مضربون عن العمل؛ وبالتالي فإن تل أبيب لا تستطيع استقبال زعيمي دولتين من أكثر الدول تأثيراً في صنع القرار الدولي.

أسلوب وقح لا علاقة له بالدبلوماسية، وإن لم يكن غريباً على الإسرائيليين؛ فهذا دأبهم عندما يريدون أن يفشلوا أي تحرك لا يتطابق مع هواهم ورغبة الأمريكيين في حصر التحرك الهادف لحل الصراع العربي الإسرائيلي في واشنطن فقط؛ لأن واشنطن لا تريد أن تفرض شيئاً على الإسرائيليين حتى وهي تشاهدهم يدمون كل جهد يسعى لتحقيق السلام؛ فقد أفشل الإسرائيليون دون غيرهم آخر محاولات إدارة أوباما للبدء في مفاوضات حقيقية يمكن أن توصل إلى نتيجة مُرْضية للطرفين، وكان قد أكد لدى الدول العربية والمجتمع الدولي أن الحكومة الإسرائيلية لا تريد التفاوض، وأية محاولة من جانب الوسطاء الدوليين تستخدم تل أبيب كل الوسائل لتأجيلها لصالح النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس، مع تعويض ذلك بتكثيف زيارات المبعوثين الأمريكيين الذين لا يحققون إلا زيادة التأخير.

إزاء هذا الواقع لا يريد الإسرائيليون سماع مقترحات الآخرين ولا تدخلاتهم؛ لأن الوقت في صالحهم، الذي يتيح لهم مزيداً من سرقة الأراضي الفلسطينية؛ ولهذا فقد أفشل الإسرائيليون زيارة الرئيس الروسي وكذلك محاولات المستشارة الألمانية.

jaser@al-jazirah.com.sa
 

أضواء
الدبلوماسية الوقحة
جاسر الجاسر

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة