Tuesday  01/02/2011/2011 Issue 14005

الثلاثاء 28 صفر 1432  العدد  14005

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

بهذا أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم، وبهذا ينطق واقع البشر في هذا العصر، فالفتن الكبرى تتوالى، والأحداث يمسك بعضها برقاب بعض، والمصائب تنزل على الناس من كل ناحية، إنه عصر الفتن التي يرقق بعضها بعضاً، فإذا رأى الناس فتنة استعظموها ووقفوا أمامها حائرين، ثم لم يلبثوا إلا عشيّة أو ضحاها حتى تعقبها فتنة أكبر منها وأعظم، فينسى الناس الفتنة السابقة بما رأوه من اللاحقة، وهكذا دواليك، تتناثر خرزات العقد والناس حائرون مبهورون.

وماذا بعد؟ غفلة تزداد سيطرةً على معظم البشر المستغرقين في لهوهم ومجونهم، وتكالبهم على دنياهم، وكأن ما يجري فيهم وحولهم من المصائب والفتن لا تعنيهم، وكأنهم قد جمدوا مشاعرهم فما عادوا يشعرون بما يحل بساحاتهم من الفتن الهوجاء.

إنه الاستسلام البشري للبعد عن منهج الله، والانسياق وراء هذا البريق الحارق الذي يعمي الأبصار والبصائر، ويدعو البشر إلى الإيغال في دروب الأهواء وسراديب العصيان ويصم آذانهم عن زواجر القرآن، ومواعظ الزمان، ويزيدهم غفلة على غفلة، ووهماً على وهم، وضلالاً على ضلال.

فتن يرقق بعضها بعضاً، وأرض تكاد تتفطّر وتتفجّر مما يجري عليها من هرجٍ ومرج، وقتلٍ، واعتداءٍ على حريات البشر باسم تحقيق الحريات، وانتهاك لحقوق البشر باسم رعاية الحقوق، وتأخيرٍ لمسيرة البشر إلى الحق والخير باسم التحديث والتطوير.

هذا هو عالم اليوم - إذا أردنا الإنصاف - وهذه هي حقيقته إذا أردنا به وبأنفسنا خيراً، وصدقنا العزم على تشخيص الداء، لوصف ما يناسبه من الدواء.

قد يسأل سائل: وماذا يعنينا نحن المسلمين من أمر تلك الفتن الهوجاء، ما دام العالم الغربي هو الذي صنعها وساق البشرية إليها؟!

إن الجواب واضح في ذهن كل مسلمٍ ومسلمة يعرفان حق الله عليهما، ويفهمان معنى عظمة الدين الحق الذي من الله عليهما به، وأنار بنوره بصائر من اعتنقه، وآمن بما جاء به من الحق.

يعنينا أمر ديننا وبلادنا وأنفسنا، ويعنينا ألا ننساق وراء الآخرين، وألا ننخدع بباطلهم عما لدينا من الحق المبين.

 

دفق قلم
فتن يرقق بعضها بعضاً
د. عبد الرحمن بن صالح العشماوي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة