وصلتني قبل مدة وجيزة رسالة إلكترونية تحت عنوان «OUR DARK AGES» وفي متنها تعليق أستشعر حجم الصعقة التي أصابت كاتبه يقول: «آهٍ يا أمة ضحكت من جهلها الأمم»!..

تشتمل الرسالة على تسجيل توثيقي بالصوت والصورة لأحد المذيعين وهو يجري اختباراً معلوماتياً موحداً لعينة عشوائية من الشباب وكبار السن (الذكور والإناث)، واشتملت العينة على فئتين؛ فئة عاملة محسوبة على مثقفي الأمة، وفئة أخرى من عامة الناس في المقاهي والأسواق، وجاءت إجابات العينة على الأسئلة المطروحة على النحو الآتي:

سؤال: ماذا تعرف عن بيرلسكوني؟ تراوحت الإجابات بين «ممثل رومانسي»، و»ملاكم»، و»نوع من أنواع الإطارات يستخدم للسيارات الفخمة الحديثة جداً»، بينما أبدى بعض أفراد العينة ردود فعل استنكارية أو عاتبة على المذيع؛ فأحدهم قال «أسئلتك غريبة بعض الشيء» وقال آخر «أول مرة أسمع بهذا الاسم» وكثيرون بامتعاض قالوا «لا أعرف»!.

سؤال آخر: ما هما الحزبان الرئيسان في الولايات المتحدة الأمريكية؟ الإجابات: «حزب الفيتو وحزب النيتو» و»الحزب الاشتراكي والحزب الديمقراطي» و»حزب الاتحاد السوفييتي وحزب الليكود» و «رأسمالي واشتراكي» و»جمهوري وشيوعي» و»ديمقراطي وشعبي»، وإجابات أخرى تشتمل في شقيها على أحد الأحزاب المذكورة!.

سؤال ثالث: أين تقع دولة المجر؟.. ذهبت الإجابات إلى قارتي «إفريقيا وآسيا»، بينما كانت هنالك إجابة واحدة خطيرة اعتبرت المجر كوكباً من الكواكب!.

سؤال رابع: ما الدول التي تحد قبرص براً؟ كانت هنالك ثلاث إجابات؛ الإجابة الأولى «اليمن وروسيا»، والثانية «سوريا ولبنان» والثالثة كانت تخمينية تقول: يوجد (يحدها) من إحدى الجهات بحر فيما أظن!

سؤال خامس: ما الدول التي تحد الفاتيكان؟ وجاءت الإجابات على النحو الآتي: الأولى «اليونان، فرنسا، أسكتلندا، بريطانيا»، والثانية «إيطاليا، ألمانيا، سويسرا» والثالثة «أفغانستان، باكستان، الفلبين»!.

سؤال سادس: متى انضمت إيران لجامعة الدول العربية؟ فتقاربت الإجابات حقيقة؛ إذ حظي العام 1982م بثلاثة أصوات، يليه العام 1984م بصوتين، وصوت واحد للعام 1983م!.

سؤال سابع (الأخير): من هي صاحبة أغنية (آه ونص)؟ وما أن أنهى المذيع سؤاله حتى تعالت الضحكات من أعماق قلوب أفراد العينة تعبيراً عن سهولة السؤال، فأجمع الكل دون أن يساورهم أدنى شك أنها (نانسي عجرم)، بل راح البعض يتغنى باسمها وآهات العشق تحتضن نبرات صوته وتناهيد الغزل تتفجر من مكامن الإحساس لديه، ويبدو أن المذيع استهوى حالة الانتعاش التي استشعرها لدى عينته بعد حالة البؤس التي انتابته من سماعه لإجابات الأسئلة الأولى، فأراد أن يخفف عن نفسه شيئاً من آثار الصدمة، فراح يواصل طرح هذا السؤال على آخرين ليحصل على سبع عشرة إجابة صحيحة، وأجزم أن الإجابات الصحيحة كانت أكثر من ذلك بكثير، غير أن مدة التسجيل (ربما) انتهت، إن لم يكن قد أصاب المذيع مكروه لا سمح الله!؛

لا بأس قارئي العزيز، أستطيع أن أتحسس ابتسامة الحزن وهي ترتسم على قسمات وجهك! لكني أهمس إليك بأن هوّن عليك يا صديقي ولا تحزن، فما خفي كان أعظم!.