Friday  04/02/2011/2011 Issue 14008

الجمعة 01 ربيع الأول 1432  العدد  14008

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

جدد حياتك

      

اذكر الفائز الأخير بجائزة نوبل في الطب.

اذكر سبعة من قائمة أغنى أغنياء العالم.

اذكر اسم الفائز بجائزة الكرة الذهبية عام 2000.

اذكر اسم الفائز بجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام عام 1998.

في الأعم الغالب أن الذاكرة لن تسعفك باستحضار تلك الأسماء فالقمم تتهاوى والكراسي تدور والأوسمة تضمحل والتصفيق يزول دويه ويتناسى الناس الإنجازات وتدفن الدروع مع أصحابها، ولو سألتك أيها القارئ العزيز تلك الأسئلة:

اذكر اسم شخص قدم لك ثناء جميلاً.

اذكر اسم شخص أحسن لك وساق إليك جميلاً لن تنساه.

اذكر مدرساً خلّد بصمة في حياتك.

اذكر شخصاً تلقى إساءتك بعفو، ووسع حلمه زلتك.

أحسب أن أغلب تلك الأسئلة قارئي العزيز ستجد لها إجابة حاضرة وما كان هذا إلا لقوة أثر المشاعر الراسخة من المواقف التي مررت بها، فالقلب والعقل إنما يحتفظ بمن لهم أثر في حياتك وصنعوا فارقاً في تعاملهم معك سلباً كان أو إيجاباً، فالذاكرة لا تستوعب كل الأحداث ولا تهتم لكل التفاصيل، والأحداث عموماً تتلاشى تفاصيلها وتبقى المشاعر المصاحبة لها، وقد ذكر أحدهم أنه احتفظ بدفتر من الصف الثاني لسنوات كتب فيه المعلم عليه (رعاك الله يا بطل) وقال لم أدرك بعد معنى جملة (رعاك الله) ولكنني أعرف جيدا معنى (يا بطل)!!، وعند جون ماكسويل قانون جميل في فنون العلاقة مع الآخرين أسماه قانون (المصعد) في فن العلاقات حيث الأشخاص الذين يصعدون بالآخرين ويضيفون (قيمة معنوية) لهم يخففون من أعبائهم ويرتقون بمشاعرهم للأعلى، والمكسب هنا لا يقتصر على من نصعد به فقط، فالشخص (المصعد) فائز أول، ولقد كان أحد الأطباء النفسيين يقدم وصفة الشفاء لمرضاه الذين تمكن منهم القلق والخوف والإحباط بقوله: «يمكنكم الشفاء في أيام شريطة أن تعملوا خلالها على إسعاد من حولكم والوسيلة الأنجع هي إشباع الرغبة الأعمق عند البشر كما أكدها وليم جيمس العالم النفسي الأميركي وهي: الجوع للتقدير واجتذاب الاحترام» فالبشر كل البشر يتضورون جوعاً للكلمة الطيبة والثناء الصادق والمجاملة اللطيفة والشعور الدافئ وهذا لا يتطلب منك أن تكون ذا مال أو صاحب جاه ومنصب، يحتاج فقط إلى نية سليمة وعقل ذكي ولسان رطب بالكلمة العذبة، فالحياة ليست (بروفة) لحياة أخرى ولا ثمة فرصة لإنسان أن يحيا أكثر من حياة لذا كان من الذكاء الحرص والاعتناء على توثيق العلاقات وكسب قلوب الناس، يقول (دايل كارنيجي): «اظهر ما استطعت من اهتمام بالناس، فهو ثروتك التي تزداد نموّاً كلّما أنفقت منها». ويروى عن أحد عمداء جامعة هارفارد الشهيرة أنه كان يقوم بتقديم مادة الإنشاء إضافة إلى منصبه وكان يطبق قانون (المصعد) حيث البحث عن مواطن القوة والجمال في نصوص طلابه وإن لم يجد سوى سطراً واحداً جميلاً أشار إليه، وما أروع أن يعوّد الإنسان نفسه على رقة الحديث وعذوبة الألفاظ، فلقد كان سر نجاح أندرو كارنيجي ثناءه الصادق على موظفيه على رؤوس الأشهاد والأعجب من هذا أنه لم يحرمهم من ثنائه حتى بعد موته حيث هيأ لوحة وضعت على قبره وكتب عليها: (هنا دُفن شخص عرف كيف يحيط نفسه برجال أذكى منه)، إن أردت أن ترسخ في الذاكرة وتبقي أثراً جميلاً في حياتك فاحرص على أن تتعامل مع الجميع على أنهم من ال vip.

ومضة قلم:

أينما وجد البشر فهناك فرصة للخير!

khalids225@hotmail.com
 

فجر قريب
المصعد
د. خالد بن صالح المنيف

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة