Sunday  06/02/2011/2011 Issue 14010

الأحد 03 ربيع الأول 1432  العدد  14010

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

تبكي القلوب على قطب فقدناه الشيخ عبدالله المطوع - رحمه الله –

 

رجوع

 

وقف الأوزاعي يوماً على قبر محمد بن شهاب الزهري وقال (يا قبر كم فيك من علم وحلم، يا قبركم فيك من علم وكرم، وكم جمعت روايات وأحكاماً) استحضرت هذا القول بعد دفن الشيخ عبدالله المطوع إمام مسجد الحميدي في بريدة، وتلجلجت في نفسي أبيات شاردة من مرثية الأستاذ عبدالعزيز اليحيى في والد الفقيد الشيخ الحميدي، والتي نظمها قبل ثلاثة عقود زمنية والتي قال في مطلعها:

تبكي القلوب على قطب فقدناه

نرجو من الله في الفردوس سكناه

شيخ غيور لدين الله ذو ورع

نور العبادة يبدو في محياه

في شهر صفر من عام 1432هـ انطفأت شمعة من شموع بريدة وذلك بفقدها علماً من أعلامها، ألا وهو الشيخ عبدالله بن محمد المطوع الذي كان مولده عام 1349هـ في بريدة وتربى على يد والده الشيخ محمد الصالح المطوع فعاش في مجتمع متواصل متماسك ملتزم بالقيم والمثل والتقاليد والعادات الكريمة، وهو من أسرة تحب العلم وتحترم العلماء ودخل مدرسة الشيخ محمد بن صالح الوهيبي، فأتقن القراءة والكتابة ولازم والده وأخذ عنه، عرض عليه التدريس في المدارس الحكومية، ولكنه رغب العمل التجاري، فلم يتول أعمالاًرسمية سوى إمامة مسجد الحميدي، حيث خلف والده في الإمامة عام 1394هـ.

لقد أخذت تتزاحم في ذهني الخاطرات، وأنا أستعرض شريطاً عطراً من سيرته، فقد كان معالم متحركة للأخلاق والقيم، فهو من جيل رائد ممن عركتهم الحياة وأضنتهم التجارب، وتعاملوا بحكمة مع نوازل الدهر بعداً في النظر، وفراسة في الرؤية، وقبولاً بين الخلق، ولعلي أقف في هذا الاستحضار الموجز عند جانب لافت لأي ناظر متأمل في سيرة شيخنا المطوع، فقد حاز قصب السبق في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر احتساباً لوجه الله تعالى، وأهل بريدة يثمنون جهوده الاحتسابية التطوعية خلال فترة طويلة.

كذلك جانب آخر يستحق التنصيص عليه ويتمثل في قيامه بواجب النصح في السر لولاة الأمر ويكاتب المسؤولين في الخفاء ويدعو لهم ويتقبلون منه ذلك ويجلّونه.

إن العبرات تخنقني حين توقفني قيمة من القيم التي أراها واقفة على جبين محياه الجليل وهي من مفاخره، ألا وهي حبه لنفع الناس وبذل الخير لهم، فقد كان يشفع بجاهه وماله وكثيراً من وقته لنفع الناس وتفريج كرباتهم وقضاء حوائجهم والإصلاح بينهم، ولقد كان محبوباً من الجميع ومن آثار تلك المحبة والتقدير الحشود الغفيرة التي حضرت للصلاة عليه وتشييع جنازته.

إن هذه الأسطر المتواضعة كلمة حق ووفاء للفقيد، داعياً الله العلي القدير أن يرفع درجته في المهديين ويخلفه في عقبه في الغابرين وأن يتغمده بواسع رحمته ورضوانه، وأن يسكنه فسيح جناته وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

عبدالملك بن عبدالوهاب البريدي - مدير دار النفائس والمخطوطات ببريدة

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة