Tuesday  08/02/2011/2011 Issue 14012

الثلاثاء 05 ربيع الأول 1432  العدد  14012

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

كنت خارج الوطن حين توالت علي عبر رسائل الجوال أخبار الأمطار والسيول في جدة. وإذا تذكرت ما شهدت من معاناة ضحايا السيول قبل عام كان قلبي ينعصر مع كل تفصيل مكرر أسمعه هذا العام.

اختطفت السيول اهتماماتي عن أخبار لبنان بعد فضائح الويكيليكس وتأزمات الحكومة في بيروت. كانت هزيمة الحريري واختيار ميقاتي تطورا متوقعا بقدر ما كان متوقعا أيضا أن يظل الحريري في موقعه الرسمي.. وما زلت أطلب من الله حماية لبنان من أي مستجد قادم لم ينتظر.

وقبل أن أسافر كنت أتابع عبر الفيسبووك مستجدات تونس المفاجئة، وتفاصيل ثورة الياسمين، متوجسة من التداعيات المعتادة وانفجار الفوضى في أجواء الشوارع المسكونة بمعاناة عقود من الاستغلال، والفساد والفقر.. ثم اطمأن قلبي أنهم نجحوا في تحقيق أهدافها بأقل قدر من الخسائر سوى ما سرق مع الهاربين ولعلهم سيستردونه عبر الإنتربول.

لم يتوقع أحد ما حدث في تونس وخروج بن علي، لكننا سعدنا جميعا بضبط الإخوة التونسيين لانفعالاتهم وتحكمهم في تداعيات الأحداث. أما أحداث مصر فقد لفت نظري إلى قدومها مسبقا دعاء متواصل من أحد أصدقاء الفيسبووك، مصري يدعو الله لحماية الشباب «مما ينوون عمله في الشوارع!». وكان يعبر وعلى فمه كمامة ذاتية خائفة. وقتها، قبل الأحداث كانوا يتنادون عبر الشبكة للتجمهر يوم 25 يناير في ميدان التحرير. دعوت معه أن يحمي الله كل شبر من البلاد العربية وكل مواطن يطالب بالعيش الكريم والكرامة دون أن يدمر ممتلكات بلده أو يقتل مواطنيه باسم الاحتجاج.

سهرت مع الأخبار أتابعها حين تتابعت المظاهرات وتوالت رسائل التويتر والجوال وتغطيات الفضائيات العربية والأجنبية وتضاربت توجهاتها من قناة إلى أخرى، حيث لا يدري المتابع المكلوم هل يصدق هذه أو تلك؛ وكلهم له أجندته الخاصة.. ومن مفاجأة إلى أخرى لا تقل في احتدام تدفقها بأخبار التأزم والدمار ومحاصرتها للمتابع معنويا عن محاصرة سيول جدة لضحاياها، تنادِي المحتجين العرب في المدن العربية الأخرى بأوطانهم أو في خارج أوطانهم لتنظيم مسيرات احتجاج للتعبير عن تضامنهم أو عن مطالبهم الخاصة؛ تصريحات الزعماء وقراراتهم في سوريا والأردن واليمن. احتشاد الملايين في شوارع المدن المصرية؛ محاولات قطع خطوط التواصل بين المتظاهرين. تكتيكات ماكرة التوجه تلبس دور البراءة بعيدا عن المسؤولية الرسمية كي تتفادى ما أنجح ثورة الياسمين. أي عقلية جهنمية تفتقت عنها استراتيجيات المخططين للإيحاء ب»انفلات الفوضى بين متظاهرين رعاع»؟ استراتيجيات وتكتيكات رسمت صورة سوريالية إن أكدت شيئا فهو أن من خطط لإفشالهم لا يفهم نوعية المتجمهرين وإصرارهم، محاولة مباغتة تجمّع الملايين بمخربين مندسين وبلطجية مدججين بهراوات، وهجوم من ممتطين عربات الكارو والأحصنة والجمال يلشطون المتظاهرين بسياطهم وحتى دعس المتظاهرين بسيارة دبلوماسية مسروقة! خطابان للرئيس ومحاولات تسلق من القوى الغربية ناصحين بضرورة بقائه في المنصب.. ورفض من الجماهير المنتظرة لإعلانه قرار التنحي.

ثم - حتى كتابة هذه المقالة - ملايين مرابطة في ميدان التحرير العتيد..!

لم يسمع أحد همهمة الشباب؟ لا أعرف حقا ماذا يتوقع المعاندون والمحللون والمخططون والمسؤولون عربا وغير عرب كي يعترفوا بأنهم كانوا خارج البث!

 

حوار حضاري
في أصداء البث !
د. ثريا العريض

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة