Wednesday  09/02/2011/2011 Issue 14013

الاربعاء 06 ربيع الأول 1432  العدد  14013

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

أضرار السحر على المجتمعات الإنسانية
د. فهد بن عبد الرحمن السويدان

رجوع

 

السحر علم حقيقي ثابت بالكتاب والسنة، وله أصوله التي ينبني عليها، وهو ليس ظاهرة إنسانية محضة كما يقول به البعض، بل له ارتباط وثيق بشياطين الجن والأنفس الشريرة الخبيثة. ورغم أن السحر علم حقيقي، لكن جانباً من الظل فيه يبقى غامضاً وخفيّاً، ويصعب الخوض فيه دون الرجوع إلى العلوم الإنسانية والروحية، قال تعالى: ?وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ? (سورة البقرة 102)، ولقوله تعالى: ?وَمَا يُعَلمَاِن ِمنْ أَحًدٍ َحتَى َيُقولاَ إِنَمَا َنحْنُ ِفْتَنةٌ َفلاَ تَكْفُر? آية 102 البقرة.

وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاء في تمام الحديث كما هو عند النسائي من حديث أبي هريرة: (ومن سحر فقد أشرك)، قال تعالى: ?قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ} آية 79 يونس. قال صلى الله عليه وسلم: «اعرضوا عليَّ رُقَاكم لا بَأسَ بِالرّقى ما لم تكن شركا». أخرجه الإمام مسلم، قال تعالى: ?وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ?الإسراء 82، قال سبحانه: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَشِفَاءٌ? سورة فصلت 44، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: «مَن بَات آمِنًا في سِرْبِه، مُعَافًى في بَدَنه، عِنْدَه قوت يَومه، فكأنما حِيزَت له الدّنيا». أخرجه الترمذي وحسنه.

ومن أضرار السحر

إذا أردت أن تتعرف على خطورة السحر فانظر إلى حال من يصاب به من بعض أفراد المجتمع، ثم تخيّل أن كل المجتمع مصاب به، فماذا يكون حال المجتمع، لا شك أنه يكون مجتمعاً تسوده أعلى درجات الفوضوية والانحلال، والتخلف والجهل والمرض والفقر والانحدار الإنساني بدل الرقي الإنساني الحضاري، فمن ضرره على المجتمع:

1- أنه يحوِّل المجتمع المسلم المحافظ على دينه وعرضه إلى مجتمع يسوده الإشراك بالله وكثرة المصائب نعوذ بالله من ذلك.

2 - أنه يزرع الشكوك، والشبه بين أفراده، ويدعو إلى الانتقام بكل وسيلة متاحة وبالذات إذا عرف المسحور من سحره، وبالتالي يكثر القتل بين الناس وهذا ما يتمناه الساحر الحاقد على المجتمعات.

3 - أنه يورث العداوة والبغضاء ويزرع الفوضى والحقد والحسد بين أفراد المجتمع.

4 - أنه يحل مكان الأمن والطمأنينة الخوف والزعزعة وحب ارتكاب الجريمة مثل القتل وغيره.

5 - أنه ينشر الرذيلة بين أفراد المجتمع، ويضعف كيان الأمة في توكلها على رب العالمين واليقين به وذلك من ذهاب أفراد المجتمع إلى السحرة والمنجمين والكذابين والدجالين الذين يبتزون أموال الناس ونحوهم والاستعانة بهم وترك الاتكال على رب العالمين.

وهذه بعض الأضرار الموجودة وهي كثيرة جداً أجارنا الله وإياكم من ذلك.

فإن السحر من أخطر الأمراض التي تصاب بها المجتمعات فتزعزع بنيانها وتهد أركانها وينتشر بسببه العدوان وانتهاك الأعراض وقتل الأبرياء وسرقة الأموال فضلاً عن الشرك بالله والكفر به، وبالتالي يكون المجتمع ليس له هدف ولا غاية سامية يصير مجتمعاً همّه معالجة أفراده مما ألمّ بهم من الضرر والأمراض والأوهام وما أكثرها، والساحر همّه الاستيلاء على الأموال بأي طريقة كانت من هؤلاء الجهلة والسذّج من الناس بطرق الكذب والنصب والاحتيال والخداع واستغلال حاجة الناس وضعفهم وعدم وعيهم بأضرار السحر والسحرة عافانا الله من ذلك.

إن السحر ممارسة كونية لا يخلو منها مجتمع من المجتمعات بما في ذلك القديمة والحديثة الشرقية والغربية، الإسلامية والمسيحية، البوذية والكونفوشيوسية، التوحيدية والوثنية على السواء، وتظل العائلة والمجتمع والعلاقة بين الجنسين أحد أهم الحقول المفضلة لنشاط الممارسات السحرية ومسرحهما الأساسي الذي تشتغل فيه ولو لم يكن السحر موجوداً وله فعالية مرئية ومحسوسة لتخلى الناس عنه منذ قرون ولما شهدت هذه الممارسات الانتشار الذي تعرفه على صعيدي الزمان والمكان..

وقد بقي دور الأسرة والمجتمع والمواطن والإعلام وجميع المؤسسات التربوية ودور المساجد والأندية والكتاب والمصلحين الاجتماعيين والاقتصاديين وأصحاب الفكر والرأي والثقافة والأندية في نشر الوعي عن أضرار السحر والدجل والشعوذة والنصب وتعاون الجميع على القضاء عليه في كشفهم وبيان حقيقتهم والتبليغ عنهم سائلاً الله تعالى أن يحمي مجتمعنا ومجتمعات أمة الإسلام وجميع المجتمعات الإنسانية من كيد الحاقدين من السحرة والمنجمين والمشعوذين والدجالين والأفاكين المبتزين للأموال من الناس إنه سميع قريب.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة