Friday  11/02/2011/2011 Issue 14015

الجمعة 08 ربيع الأول 1432  العدد  14015

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

عرض بعض المحتسبين على معالي وزير العمل أثناء زيارتهم القصيرة له في مكتبه مشروعا لإقامة أسواق نسائية مغلقة في جميع المدن السعودية بغرض عزل الأسواق الرجالية عن الأسواق النسائية تماما ونقل كل محلات بيع المستلزمات النسائية المنتشرة في الأسواق المفتوحة إلى الأسواق المغلقة. الفكرة التي تدور في رؤوس أصحاب المشروع تهدف لوضع مشاريع تضمن عدم اختلاط الرجال بالنساء وخاصة في الأسواق. فكرة المشروع المطروح منقولة من تجربة يرون أنها نفذت في مدينة المجمعة وأن السوق المذكور قد حقق نجاحا غير مسبوق.

الأسواق النسائية المغلقة ليست جديدة. في مدينة الرياض يوجد منها عدد لابأس به ولا أدري هل نجحت هذه الأسواق في جذب النساء والوقوف بقوة على أرضية المنافسة مع الأسواق المفتوحة؟

شخصيا لاأقف ضد إنشاء أسواق نسائية مغلقة لكن لاتكون هي الخيار الوحيد. لابد من التنويع تجاوبا مع اختلاف أذواق الناس ومطالبهم واحتياجاتهم. من أراد أن يذهب بعائلته للأسواق المغلقة فهذا شأنه وهو حر ويجب أن تحترم رغباته ومن أراد الذهاب للأسواق المفتوحة فلا يجب حرمانه والوصاية على اختياره.

نؤمن بالتنويع من مبدأ حرية الاختيار برغم أن الأسواق طيلة التاريخ الإسلامي وحتى في عصر النبوة - عصر الصفوة - ظلت مفتوحة أمام الجنسين يبيعون فيها ويشترون وإلى زمن قريب كان لدينا في منطقة نجد ماتسمى بالدلالة تباشر البيع في دكانها الخاص بها تشتري بضاعتها وتسوقها لزبائنها. كانت تبيع أغلب الكماليات التي يحتاجها الناس في ذلك الوقت خاصة احتياجات النساء. لم يذكر أن الدلالات في ذلك الزمن الجميل كان مصدر فتنة أوفساد. تحاول المرأة الدلالة جاهدة المشاركة في التجارة لكسب قوتها، ومن تعول بالعمل الشريف. اليوم لاتوجد دلالة أيام زمان. أغلب من يمارسن البيع في الأسواق الشعبية والقديمة تتناثر بسطاتهن على الأرصفة وفي مواقف السيارات وأمام الدكاكين وقليل منهن يمتلكن بسطات منظمة وبمظلات أنشئت بجهود ذاتية تقيهن هجير الصيف ولسعات برد الشتاء وتمنع عنهن انهمار زخات المطر.

الأسواق المغلقة يمكن إدراجها ضمن خيارات كثيرة لكنها ليست الخيار المناسب في كل الأحوال لمجرد أن هناك من يرى تحريم الاختلاط حتى ولو كان في أماكن عامة يرتادها المئات من المتسوقين. كثير من النساء هجرن تلك الأسواق المغلقة لأنها لم تعد مغرية وخاصة مع الطفرة الهائلة في الأسواق الجديدة وانتشار المولات العملاقة علاوة على أن أسعارها مرتفعة وتنقصها معظم الاحتياجات الضرورية والخدمات الجيدة داخل السوق وسوء الجودة في معظم البضائع والتي لاترقى إلى مستوى أذواق الزبائن إضافة إلى أنها تحرم العائلة ذكورا وإناثا من متعة التسوق الجماعي.

فكرة إغلاق كل الأسواق النسائية غير مقبولة اجتماعيا إلا من فئات قليلة وبالتالي فهي فكرة غير مجدية اقتصاديا. قد يصادفها النجاح لو طبقت بشكل محدود لكن تعميمها أمر لايخلو من المخاطرة غير المحسوبة. الأولى السعي لتأنيث محلات بيع المستلزمات النسائية ومنع الرجال من مزاولة هذه المهنة وفتح المجال للمرأة لتبيع لبنات جنسها بدلا من طرح أفكار لاتتسق مع واقع الحياة وهي في جملتها أفكار تجاوزها الزمن بل أنها لم تر النور حتى في أكثر العصور الإسلامية تشددا.

Shlash2010@hotmail.com
 

مسارات
إغلاق الأسواق النسائية!
د. عبد الرحمن الشلاش

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة