Friday  11/02/2011/2011 Issue 14015

الجمعة 08 ربيع الأول 1432  العدد  14015

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

«نفرتيتي» التي يحمل اسمها معنى (الجميلة أتت)، ملكة جمال مصر ذات الجمال الأسطوري التي كانت صاحبة المُبادرة التاريخية الأولى في صناعة الجمال بابتداعها لمساحيق التجميل، كانت لها استنتاجات جمالية واهتمامات في الجمال تفردت بها. وهي صاحبة التمثال النصفي الذي اكُتشف من طرف عالم الآثار الألماني (لودفيغ بورشاردت) فهو يمثّل قطعة محورية في متحف برلين. هذه.....

..... الملكة التاريخية صاحبة الجمال الفرعوني الذي شهد عملية تجميل على حسب قول باحثين ألمان أخضعوه لرسم مقطعي للوجه تبين أنه في الأصل كان للملكة تورم على مستوى الأنف، وعظم الوجنات لافت للانتباه، وطيات على مستوى تقاسيم الشفاه وجفون أقل ضغطاً. من ذلك يتضح لنا أن سيدة الجمال الأولى هي الأخرى لم يعتقها مبضع الجراح التجميلي لوجه الله!

الجراحة التجميلية وكما تسمى بالإنجليزية (plastic surgery) تحمل لفض «بلاستيك» ولكن ليس بالمعنى الذي يتبادر إلى الأذهان بأن المقصود مادة البلاستيك، بل هي كلمة يونانية الأصل (plastikos) وهي فعل «يقولب» أو «يشّكل». ويرجع تاريخ عمليات التجميل إلى الهند القديمة وبالتحديد لطبيب الهندي سوسروثا فلقد استخدم ترقيع الجلد في القرن الثامن قبل الميلاد. وبما أن الشيء واحد والاستخدامات عديدة فلم تغدو عمليات التجميل حكراً على الساعين خلف الجمال بل تتجاوز ذلك إلى حدود إخفاء الهوية للإفلات من قبضة الأمن، فالمطلوب من قبل الموساد والFBI «عماد فايز مغنية»، أجرى عملية تغيير لملامح الوجه مرتين على الأقل واستطاع الإفلات من 42 دولة تطارده، وإستراتيجية تغيير ملامح الوجه استراتيجية متبعة من قبل الكثير من الهاربين كون الوجه يمثل أحد أبرز عوامل التعرف على الهوية الشخصية وخفايا النفس البشرية أيضاً، يقول لونجفيلو: كل وجه تراه يروي قصة وهذا ما يعتمد عليه علم الفراسة الذي هو علم معرفة أخلاق وطباع وأحوال البشر دون اتصال مباشر بهم ولكن عمليات التجميل شكّلت ضربة موجعة وقاضية لهذا العلم.

ومن جانب نفسي تفسر بعض الإجراءات التجميلية كونها ملل نفسي أو اضطراب في الهوية الجنسية أو الاضطراب الشكلي الوهمي وهو عدم الوصول إلى درجة الرضا مهما عمل الشخص. ومن غرائب الاضطرابات والميول النفسية التجميلية الصارخة قيام امرأة بإجراء 7 عمليات تجميلية لتشبه قطتها!! والشاب الذي دفع بيد من حديد 300 ألف دولار أمريكي في سبيل الحصول على شبه الأسطورة مايكل جاكسون، واستطاعت الأم (جانيت) البالغة من العمر 50 عاما أن تصل لشبه ابنتها ذات الـ22 عاماً بعد صرفها لآلاف الدولارات على عمليات التجميل. وهناك طلبات لا تكتفي بكونها غريبة بل وقحة أيضاً كقصة الزوج الصيني الذي توصل لإقناع زوجته الجديدة، بإجراء عملية تجميلية كي تصبح أكثر شبهاً بزوجته الأولى الراحلة! سأكتفي بقول إن لله في خلقه شؤون.

نرى الآن أن عمليات التجميل لا تقتصر على ملامح الوجه فحسب بل هناك أمثال شعبية يجب أن يتوقف تداولها وأن تخضع هي الأخرى لتجميل مفرداتها لتواكب هذا العصر في ظل الإقدام الكثيف ورواج سوق التجميل وسيطرة صولجان صانع المعجزات كما يظن البعض (جراح التجميل) ومن هذه الأمثال «مالك إلا خشيمك لو كان عوج» ففي السابق كان تقبل الشكل والرضا به هو الحل الأمثل للتعايش مع اعوجاج الأنف أو كما يرمي إليه المثل لاعوجاج الواقع. أما الآن فأصبح الحل سهل جداً لإنهاء مشكلة الاعوجاج وهي موعد لدى طبيب و24 ساعة فقط وبعد ذلك أنف جديد ومستقيم! وأيضا لم يغدو ل»شريم» عذر بفقد شفاه، فلم يعد لشريم وجود في هذا الوقت الذي تكاد فيه عمليات التجميل أن تصبح أساساً أو كسهولة اقتناء وشراء بعض السلع التجميلية، فلو كان بيننا اليوم لكان قادر على النفخ في كل مرة يقال له: انفخ يا شريم.. فينفخ وبكل ثقة لوجود «البرطم»!

نصيحتي لك عزيزي القارئ عندما تريد أن تخضع للجراحة البلاستيكية ابحث عن جرّاح مشهور بعين صقر وقلب أسد ويد سيدة.

 

«ما لك غير خشيمك ولو كان أعوج !»
إيمان الخميس

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة