Friday  11/02/2011/2011 Issue 14015

الجمعة 08 ربيع الأول 1432  العدد  14015

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

هناك سؤال مهم يُطرح هذه الأيام «هل يصلح تطبيق الديمقراطية في العالم العربي؟ «رغم أن هناك تبايناً ملحوظاً حول الإجابة عن هذا السؤال، إلا أن هناك رأياً يؤكد نفي ذلك، خصوصاً أن مفهوم الديمقراطية المنطلق من «حكم الشعب» عبر الآلية المعروفة، التي يمثلها البرلمان الذي يصل إليه صوت المواطن عبر المجالس المحلية والبلدية «كما هو معروف» - مطبق في كثير من الدول المتقدمة - حتى لو كان هناك شراء للأصوات، و(بربوقندا) تصاحب الحملات الإعلانية الخاصة بالمرشحين، لكن يظل هذا النظام في تلك البلدان مرتبطاً بالدرجة الأولى بثقافة شعوب تلك الدول، التي تعاملت معه منذ أكثر من 500 سنة قبل الآن، عندما بدأت نواتها الأولى - أقصد الديمقراطية طبعاً - مع ظهور الطبقة البرجوازية في أوروبا، وانطلاق فكرة الحريات الثلاث «السياسية، والمالية، والأيديولوجية» عبر الفكر الليبرالي، الذي انبثقت عنه «الديمقراطية» المرتبطة بالعمل السياسي، والمتمثلة حالياً في كثير من دول العالم، والدعوات المستمرة من أمريكا لتطبيق هذه السياسة في كثير من دول العالم الثالث التي يغازلها الأمريكان بمدى تطبيقها للديمقراطية مع شعوبها؛ ولهذا ظهرت - على السطح - في السنوات الأخيرة دعوات تطبيق حقوق الإنسان، وحقوق المرأة والطفل وغيرها، وكذا بناء المجتمعات المدنية التي ترتبط بتأسيس مؤسسات مجتمع مدني في الدول التي لم تؤسس لهذا الأمر.

هذه الثقافة وإن كانت - أو جزء منها - موجودة في ديننا الإسلامي، فإننا كعرب لم نطبقها أو نتعامل بها على أرض الواقع، لهذا نحن نجهل هذه الأفكار، والجهل بالشيء يؤدي في الغالب إلى محاربته - كما يقال -؛ لهذا انطلقت الرؤية التي تقول «إن الديمقراطية لا تصلح للتطبيق في العالم العربي» بمعنى أن الديمقراطية لا تصلح للتطبيق في مجتمعاتنا؟ أي إنها تستند في الدرجة الأولى على «ثقافة هذه المجتمعات» التي لم تعرف شيئاً عن مفهوم الحريات على المستوى السياسي أو حتى الأيديولوجي، مما أدى إلى عدم مقدرتها - الآن - للتعامل مع هذه المفاهيم الجديدة عليها، ومن ثم فهي تحتاج إلى التوعية بها عبر وسائل الإعلام، واستغلاله في نشر الوعي المعرفي حتى نتمكن من تطوير ثقافة شعوبنا، وتطوير سلوكياتها التي تعكس في معظمها - حجماً كبيراً - من الفوضى والعشوائية، وربما من دلائل ذلك ما يحصل في مصر الآن، التي بدأت المظاهرات الشعبية بها بشكل سلمي، وبمطالبات حقوقية ولكن ما الذي يحصل الآن؟ تحول الأمر إلى فوضى عارمة، وإلى تحزبات بدأت في الصراع الدامي فيما بينها، الأمر الذي أدى إلى مقتل أعداد من المتظاهرين، إلى جانب التكسير والتخريب، والسرقات، وحرق الممتلكات الخاصة، هذه السلوكيات تعكس واقع الشعوب العربية وتؤكد عدم صلاحية تطبيق «الديمقراطية» في مجتمعاتنا، وأنا أجزم أن الرئيس «حسني مبارك» لو ترك الحكم الآن وعلى الفور لاستمر الصراع فيما بين هذه الأحزاب المتباينة، ولاختلفوا على تعيين رئيس جديد، ولن يحصل بينهم أي اتفاق ما داموا قد وصلوا إلى حد القذف بالحجارة لبعضهم البعض.

إنها فتنة كبرى، لن تتمكن مجتمعاتنا من تجاوزها ما دامت تحمل هذه الثقافة الشعبية «الهمجية» التي تظهر لنا على شاشات التلفزيون بشكل يومي، وتقلق وتقض مضاجع الجميع من الأحرار في الوطن العربي كله، فلا يرضى أحد أن تتحول مصر إلى فوضى عارمة، وفلتان أمني، بعدما كانت آمنة، وقال عنها القرآن الكريم: {ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ}، وكل ما نخشاه أن تستمر الأوضاع في انهيار مستمر يهدد بالتشرذم، والانقسام - لا سمح الله - خصوصاًً أن التجربة التونسية - التي اعتبرت - قدوة للمصريين وغيرهم لم تحقق حتى هذه اللحظة الاستقرار والأمن الذي كانت تعيشه تونس قبل الثورة على الرئيس السابق «زين العابدين بن علي».

Kald_2345@hotmail.com
 

الديمقراطية، وشعوب العالم الثالث
خالد الخضري

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة