Friday  11/02/2011/2011 Issue 14015

الجمعة 08 ربيع الأول 1432  العدد  14015

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

وردة تعانق البياض
سيف الجهني

رجوع

 

صحيح أني فقيرة

ولكن أملك من المبادئ الكثير

فلم يهز الفقر كياني

ولم يغير من أفكاري

رغم أن المادة عصب الحياة

ولكني لا أنظر لها من هذه الناحية

فما يهمني سوى أن أبقى نظيفة

متمسكة بديني

ارتباطي وثيق بما ربيت عليه

فلا تظن

أن تيار الفقر العاتي قد جرفني بالبعيد

أو أغرقني في واحات الوحل

أو ألبسني ثوب الغربة

أو كساني بالغياب

فلست سوى وردة تعانق البياض

وترسم في الآفاق كل الدهشة

يا سيدي:

صحيح أني معدمة لأبعد مما يتصور خيالك

ولكن لي اتجاهي الذي لن ولن أحيد عنه مطلقاً

أتعرف

أن الأمل يعني لي كل شيء

وأن الابتسامة حين تشرق

تكتب لي أروع الأماني

وتعيدني لتشكيل حلمي الزاهي

رغم ما تعرضت له من مآسي وجراح

ورغم طعنات الأيام

ما زلت صامدة

أواجه الرياح العاتية وقوة الصدمات

التي تكاد تفتك بي

وتؤدي بي إلى الأوحال

ولكن بحول الله لن أغرق

ولن أغرق

ما دام إيماني بالله قوياً

وما دمت أملك صدق الإحساس

ودفء النبض

وشعاع الشمس

الذي يمنحني القدرة على تجاوز

كل لحظات التعب

المبددة لكل ما هو جميل

التي انكسر معها إيقاع الصمت والحزن

والتي أعادت للثواني الكثير من الحرقة

لا تظن أن دموعي التي تنسكب

وآهاتي التي تحطم كل شيء

ضعف..

أتعلم أنها بركان يود الانفجار

في أي لحظة..

ولكني متسلحة بالإيمان

وبمواجهة كل العقبات

أنتظر وأنتظر أن تفتح لي

أبواب الفرح والأمل

وأن تشتعل قناديل البهاء

لتضيء كل مدني.

فلا تستغرب

فالصدمات منحتني كل القوة

على مواجهة الظروف

وأعطت لي كل القوة

وذلك بفضل الله سبحانه وتعالى

حتى الحلم تجاهلت ثوانيه

فحلمي أن تبتسم لي الأيام

وتتوهج حياتي بمن

يعيد كل السعادة

ويعوضني عن كل غربة

استوطنت في ذاتي

واستباحت وجداني

وغردت في واقعي

وزفتني لمسارات التعب

يا أميري..

أتعرف كيف هي الثواني

فقد استقرت فيها الغربة بشكل كبير

ولكن رغم كل شيء

ما زالت تباشير الفرح تعانق الوقت

وترسم في زمني

أصدق إحساس، نما على قارعة السنين..

أحلامي كبيرة

ولكنها تظل على قدر بساطتي

بسيطة جداً

يعانقها الفرح أحياناً

ويغرقها الأنس في أحيان

ويحل بها التعب في أوان آخر

وفي مرات تفقد اتزانها الاتجاهات

وتتداعى معها كل الأماني

ولكني عنيدة

مصممة على تجاوز كل عقبات البعد

وكل موانئ الأنين

وكل مراكب الحرمان

وكل بحور التشتت التي تحيطني..

أريد مدينة يتألق على رباها الأنس

ويعانق مداها السرور

تخضر بإيقاعي

وتبتهج لوقتي

وتطرب لهديل أنفاسي

وترقص الأماني معها

ليشرق الأمل..

فقط.. دعني أرحل

ولا تدع اللحظات تبعثر حلمي

وتقتل كل مساراتي المفرحة

فقط..

كن بالقرب لأشعر بالأمان

وطعم الحنان

وروعة السنين

ودفء الأيام

ولتكن أنت ذلك البريق

الذي يمنحني الامتداد

ويعيد لأوراقي الحياة والاخضرار..

فقط لا تقسو علي

امنحني جزءاً من هديلك واهتمامك

وسوف تجد أن الفرح قد اكتسى كل شيء

وسكن الأنس مساحتي

وغرد البهاء حولي

وانتشت الساعات معك

- المدينة المنورة

Azef_ssl@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة