Friday  11/02/2011/2011 Issue 14015

الجمعة 08 ربيع الأول 1432  العدد  14015

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الثقافية

 

البوح
سليم صالح الحريص

رجوع

 

حين غبت أرأيت كيف اصفرّ شجر الزيتون؟

أرأيت الشحوب الذي اعترى القمر؟ كيف ذبلت أزهار الياسمين وتحول عشب الأرض الى يباس... وعطش جفف ينبوع يسقيّ منابت رياضٍ مخصبة وكيف حزنت أزهار الدحنون........ توارت رقصتها..!!!

* من غيبك عن أرض كانت بحضورك مزهرة...؟؟ من سرق النوم من عينيك؟ من أطفأ شموعا كانت تنير لك عتمة الليل؟

حين لمّ عباءة الظلمة وسكّن دفء الأنفاس عن لفحة برد تأتينا كلما تسرب نسيم الغربي وطال الليل التشريني.. وامتد شتاء يغطينا بألحفة الصقيع .. ويجللن بسحب تأتي لتشق ظلام الليل بلاعج برقها...

حين تغيبين ...تبهت الحياة... يتوارى الأنس .... وتورق الكآبة , تمتد أغصانها فتطال كل الأشياء .

فيك... عناد للواقع... رفض... إصرار... صبر يمنحك قدرا من تفكير يعبر بك شطآن أمان... وصدق ووضوح لا يخذلان ابدا.

قفي تحت الشمس.... فالشمس لا تخفي سرا... لا تتلون بألوان الزيف .. تعري كل شيء وتجعله سافرا .....!!!!!

أشياء كثيرة تجمعنا.... تدنينا... لم يخذلني إحساسي بك... لم تخذلني كل أشيائك... فقد كنت على قناعة... كنت على ثقة..

كنت تناكفين... تستفزين فيّ كل شيء... لأغراض... لمقاصد......!! لكنها رسّخت قناعاتك.... جذرتها....فاسترحنا من عناء التجارب .

قلت ذات مساء مضى.... يطربني صوتك حين يتعبك استفزازي... لكن رنة الحزن في صوتك تبكيني... تأسرني لحظة فيها وجع... يبكيني ..لا أحتمل رؤيتك حزينا... مهموما... تقتلني دمعة تجول في عينيك... تحرقني إن سقطت بسببي على خديك .

أمازحك.... نعم.... أريد أن تقوى على نفسك... على مشاعرك... على شعورك كي لا تفجع...أريد أن أروض حواسك على كل طقوسي .

أعشق ارتعاشات صوتك... ومتاهات حيرتك... يسعدني قلقك وخوفك عليّ.

قد اجتزت امتحاناتي... .

نظمت لك من خواطري قصائد... صنعت منها لجيدك قلائد.... وصغت لك في قلبي مفردات قلما مُوسقت... وسكبت لك على خصلات الشعر همسات تتماوج كلما لاطفتها أنفاس تأتي منك مغرقة في البوح وتحررت من (معتقلها) تتراقص .. أ

يا كل البوح.. شلالا تأتي تغسل إرهاصات... ومتاعب عن نفسي وتزيل كوابيس تزدحم .... تقتل أنفاسي في لحظات لا أجد متسعا من وقت... تأخذ همومي من نفسي وتتمنطقها فتشرق فيّ شموعا تنير لي دروب العتمة.

تتلوى أغصاني جذلى.. ويرفّ قلبي فرحا... وتخضّر أوراق مصفرّة. وتملأ دنياي أرواء.. وتفجر فيّ ينابيع لا تنضب.

انتِ فجر جدّد فيّ الحياة.. غيّر مجرى الدم والدمع... سكب ضالتي التي أنشدها عمرا طويلا, في مهجة الفؤاد... أنت ضوء أزاح عني سواد ليل طويل.

أنت سحابة ممطرة أروت.... اسالت... تشققت الأرض من فرط فرحها بإروائها فتباسق طلعها واخضّرت جنباتها. استعذبت ديمها فكانت تهطل عليّ كل حين... تبللني بشذاها العطر... تغرقني بشبر من عواطف.

أدركت ان في بعُدك وحشة تمرض , وفي حضورك زهو... اشتاقك كل حين وحين يمتد الغياب... اصاب بالعطش... تلفني سُحب الكآبة.. ويوجعني انتظار قاتل لساعات اجتر فيها هموم العمر.. لكن مع حضورك ينتهي كل شيء بضحكة... بهمسة تغسل كل نكد... بكلمة تعيد لي توازني .. أنسى ما كنت أكابد من لوعة البعد... وأعود للذة الحياة في البوح معك.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة