Friday  11/02/2011/2011 Issue 14015

الجمعة 08 ربيع الأول 1432  العدد  14015

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

 

ضاربين عرض الحائط بالضوابط الشرعية
أزواج يتفننون في إهانة زوجاتهم عند الافتراق!!

رجوع

 

الرياض - خاص بـ »الجزيرة» :

الطلاق من الأحكام التي شرعها الله سبحانه وتعالى لعباده في حالة تعذر استمرار الحياة الزوجية.. واستحالة استمرار هذه العلاقة إلا أننا نلاحظ أن بعض الرجال ضعيفي النفوس وممن نصفهم مجازاً بالتهاون بهذا الحكم الشرعي حينما يلجأون إلى ذلك يستغلونه في إذلال المرأة وإهانتها بل وإملاء الشروط عليها.. ما نظرة الشارع الحكيم لمثل هؤلاء الفئة من الناس؟ وماذا يمكن أن يقال لكل من الزوج والزوجة في حالة تعذر استمرار الحياة الزوجية.. عدد من أصحاب الفضيلة أجابوا على تلك التساؤلات.. فماذا قالوا؟!

المرأة ليست مجبرة

بداية يؤكد الدكتور صالح بن غانم السدلان أستاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة بالرياض أن الحياة الزوجية حياة جليلة وعظيمة ومحترمة في حكم الشرع وبين المسلمين، ولها قدرها وقيمتها العظيمة وأن يدرك كل من الزوجين هذه الأهمية فعلى الزوج أن يدرك أهمية الحياة الزوجية وأن عليه أن يكون صابراً ومحتسباً ومتعاوناً وعلى الزوجة مثل ذلك، وإذا كان الله أمر بهذا وقال: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} (229) سورة البقرة، فإن الواجب على المسلمين أن يدركوا هذه الحياة الزوجية وليس الزوج مجبراً على أن يبقى مع زوجة لا تحترمه ولا تقدره ولا تعرف له قدره، ولكن الله جعل له الطلاق الذي ينهي هذه الحياة التي لا يجد فيها سعادة ولا طمأنينة ولا راحة ولا يتحقق فيها معاني الزوجية التي جاء بها الإسلام، وكذلك المرأة ليست مجبرة على أن تبقى معه حتماً مهما كانت حاله بل جعل الله لها الطلاق إن حست من زوجها قسوة عليها أو معاملة سيئة، فلها أن تطلب الطلاق وفي الحديث (أيما امرأة طلبت الطلاق من غير ما بأس فالجنة عليها حرام) ومعناه أنه إذا كان من بأس من الزوج فإن لها أن تطلب الطلاق وهذا الطلب مؤيد بالشرع وإذا لم يستجب للطلاق فإن هناك الخلع، ومعنى هذه الأحكام حكم الطلاق والخلع أن الزوجة ليست مجبرة ولا يقول الزوج أنتِ لا تستطيعين فراقي وتركي مهما تفعلين وأقسو عليكِ بأي أسلوب كان فهذا ليس له، بل إذا ثبت أنه مؤذٍ لها قاسٍ عليها بأسلوب غير مناسب ولا يمكن بحال من الأحوال أن تقر على هذا فلها الفسخ وهو حكم ثانٍ يفسخه الحاكم إذا ثبت أنه يعاملها بالقسوة ولم يتراجع ولم تلن قناته بل معتبرها كأنها شيءٌ يملكه ويفعل فيه ما يشاء مع الإضرار بها وإيذائها وسلبها كل حرياتها فإن الله جعل له الفسخ الذي يراه الحاكم حين تعرض عليه القضية فيتبين له أن هذا الزوج قاسٍ ومؤذٍ وفاقد للرحمة والإحسان فإن للحاكم أن يفسخها منه شاء أم أبى رضي أم لم يرض.

فيتبين أن عندنا ثلاثة أمور لإنهاء العلاقة الزوجية المتوترة بين الزوجين والتي لا ترضى بها المرأة وهي ضحية تلك القسوة فإن لها أن تطلب الطلاق فإن استجاب للطلاق فذاك وإن لم يحصل هذا فالفسخ من قبل الحاكم، فإن لم يحصل هذا فالخلع بأن تعيد له مهره ويفسخها الحاكم.

الإضرار بالزوجة

ويقول الشيخ أحمد بن عبدالكريم الخضير عضو مركز الدعوة والإرشاد بالرياض: لقد شرع الله عزَّ وجلَّ الطلاق حلاً لبعض الحالات التي لا يمكن معها العيش بين الزوج والزوجة بوفاق ومودة وحب وألفة، حيث إن الأمر في بعض الأحايين يصبح متأزماً فلا تنفع معه الحلول الوقتية ولا الشروط المؤثقة، هنا جعل الله سبحانه وتعالى الطلاق سبيلاً ومخرجاً يتنفس من خلاله الزوجان حيث يغيني الله كلا من سعته وهذا من رحمة الله - عزَّ وجلَّ - بهذه الأمة.

وقد جعل الله سبحانه خطًّا للرجعة لمن وقع منه الطلاق استعجالاً أو ظنًّا منه أنه المخرج الوحيد وبدت بوادر صلح وكانت هناك محبة ومودة {الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} (229) سورة البقرة. وقد جعلها الله سبحانه مرتين فقط لأنه كانت في الجاهلية تطلق المرأة ثم ترد إلى زوجها في العدة ولو بلغت مائة طلقة فتضرر بهذا كثير من النساء فلمَّا جاء الإسلام حددها بطلقتين اثنتين يجوز فيهما المراجعة ثم تحرم المرأة على الزوج حتى تنكح زوجًا غيره.

إلا أن بعض الرجال يأبى إلا الإضرار بالزوجة فيطلقها حتى إذا قاربت العدة على الانتهاء أعادها ثم فعلها بالثانية حتى يطيل المدة عليها وهذا من المكايدة والإذلال والأذية والتلاعب بالعواطف التي لا يلجأ إليها إلا من ضعف عن مقارعة الرجال فأظهر قوته وحيله على النساء ولهذا نهى الله - عزَّ وجلَّ عن ذلك: {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} (231) سورة البقرة.

وهذا النهي بمن أضر بالمرأة في عدتها فكيف بمن يعلقها فلا يطلقها ولا تعيش معه عيش الكرماء فيعلقها سنوات عدة ويقضي على سعادتها وشبابها، فليتق الله من يفعل ذلك من دعوة مظلوم توافق باباً مفتوحاً.

إهمال الزوج

ويقول الشيخ منصور بن عبدالله آل عتيق - مأذون الأنكحة بالرياض: لاشك أن العلاقة الزوجية تعتبر بناء الأسرة المستقرة التي تعتمد على المشاعر والعواطف والأحاسيس لانطلاق أسرة ناجحة بين الزوجين ولكن للأسف الشديد نرى خلاف ذلك حيث أصبح الطلاق في هذه الآونة الأخيرة كثيراً وهذا أمرٌ مؤلم لتفكك الحياة الأسرية والزوجية التي قال الله تعالى عنها {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ} ولا ريب أن الطلاق مبغوضٌ إلى الله عز وجل لعلك إن سخطت منها جانبا أن ترضى منها جانباً آخر وعندما نريد أن نبحث عن السبب فالأسباب كثيرة منها وأهمها:

1- عدم اهتمام المرأة ببيتها وأطفالها وزوجها فالمرأة ملكة بيتها لاعتمادها على المربية في شؤون الأسرة وكأن هذه الخادمة هي ربة البيت بدلاً منها عن عَبْدَ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ - إلى أن قال - وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا).

2- غياب الزوج عن بيته كثيرا دون مبالاة يخرج مبكرا ولا يرجع إلى بيته إلى متأخرا في منتصف الليل أو أكثر مما تسبب في الشقاق والنزاع بين الزوجين لحاجة أهله إليه، عن الأَسْوَدِ بن يَزيدَ، قَالَ: سُئِلَتْ عائشةُ - رضي الله عنها - مَا كَانَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قالت: كَانَ يَكُون في مِهْنَةِ أهْلِهِ - يعني: خِدمَة أهلِه - فإذا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ، خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ) رواه البخاري

3. قلة التفاهم بين الأزواج بحيث يتكلم الاثنان معاً ولا يسمع أحدهما ما يقوله الآخر ولا أفضل من سماع كلا الزوجين من بعضهما وخاصة المرأة يتغلب سماعها من زوجها أكثر لقوله صلى الله عليه وسلم: (خير متاع الدنيا المرأة الصالحة إن نظر إليها أسرته وإن أمرها أطاعته وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله).

4. الحسن والمنظر له دور فعال بين الزوجين فالمرأة عندما تتحسن لزوجها بالطيب والمنظر الحسن يكون هذا أقوى للترابط بين الزوجين وكذلك كما يريد الزوج من زوجته هذا، فالزوجة تريد من زوجها ذلك الحسن والمنظر في اللباس والزينة والطيب.

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة