Friday  11/02/2011/2011 Issue 14015

الجمعة 08 ربيع الأول 1432  العدد  14015

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

جدد حياتك

 

صندوق الحكايات
العمامة المتلونة!

رجوع

 

يحكي ابن حزم في كتابه طوق الحمامة: أنه كان في الأندلس تاجر مشهور وقع بينه وبين أربعة من التجار تنافس فأبغضوه وعزموا على أن يزعجوه.. فخرج ذات صباح من بيته متجهاً إلى متجره لابساً قميصاً أبيض وعمامة بيضاء لقيه أولهم فحياه ثم نظر إلى عمامته وقال: ما أجمل هذه العمامة الصفراء فقال التاجر: أعميَ بصرُك؟!! هذه عمامة بيضاء فقال: بل صفراء.. صفراء لكنها جميلة تركه التاجر ومضى فلما مشى خطوات لقيه الآخر فحياه ثم نظر إلى عمامته وقال: ما أجملك اليوم وما أحسن لباسك خاصة هذه العمامة الخضراء.

فقال التاجر: يا رجل العمامة بيضاء..

قال: بل خضراء

قال: بيضاء..اذهب عني..

ومضى المسكين يكلم نفسه وينظر بين الفينة والأخرى إلى طرف عمامته المتدلي على كتفه ليتأكد أنها بيضاء وصل إلى دكانه وحرك القفل ليفتحه فأقبل إليه الثالث.

وقال: يا فلان ما أجمل هذا الصباح خاصة لباسك الجميل وزادت جمالك هذه العمامة الزرقاء.!

نظر التاجر إلى عمامته ليتأكد من لونها ثم فرك عينيه وقال: يا أخي عمامتي بيضاااء.

قال: بل زرقاء لكنها عموماً جميلة لا تحزن ثم مضى فجعل التاجر يصيح به العمامة بيضاء وينظر إليها ويقلب أطرافها!

جلس في دكانه قليلاً وهو لا يكاد يصرف بصره عن طرف عمامته

دخل عليه الرابع

وقال: أهلاً يا فلان..ما شاء الله !! من أين اشتريت هذه العمامة الحمراء ؟!

فصاح التاجر: عمامتي زرقاء

قال: بل حمراء..

قال التاجر: بل خضراء.. لا.. لا.. بل بيضاء.. لا.. زرقاء.. سوداء

ثم ضحك.. ثم صرخ.. ثم بكى.. وقام يقفز !!

قال ابن حزم: فلقد كنت أراه بعدها في شوارع الأندلس مجنوناً يحذفه الصبيان بالحصى !

«إذا كان هؤلاء بمهارات بدائية غيروا طبع رجل بل غيروا عقله..

فما تتوقع بمهارات مدروسة منورة بنصوص الوحيين.. يمارسها المرء تعبداً لله تعالى بها فطبق ما تقف عليه من مهارات حسنة لتسعد وإن قلت لي: لا أستطيع..!قلت: حاول وإن قلت: لا أعرف!! قلت: تعلم..

قال سيد الخلق صلى الله عليه وسلم: (إنما العلم بالتعلم، وإنما الحلم بالتحلم).

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة