Sunday  13/02/2011/2011 Issue 14017

الأحد 10 ربيع الأول 1432  العدد  14017

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

منوعـات

      

من قال: إنه لا مسرح لدينا، ها هي المسرحية الكويتية (بخيت) لكن من غير (بخيته) تعرض في مركز الملك فهد الثقافي، فقد استقبلنا بكل الحب الفنان الكويتي الكوميدي طارق العلي، في دور (بخيت)، لكننا لا نستطيع أن نستقبل الفنانة الكويتية الكوميدية هيا الشعيبي، التي قاسمته البطولة في هذه المسرحية، في دور (بخيته)، تلك القصقصة تحدث (لأنها بلادي)، فمن يريد مشاهدة المسرحية دون مسح (هيا) أو مسخ المسرحية، عليه أن يشد الرحال إلى بلد مجاور!.

قبل خمسين عامًا كان آباؤنا يصطفون في طابور طويل بعد صلاة الفجر مباشرة، ليس أمام مخبز مثلاً، وإنما أمام متجر (البسّام) للظفر بشراء (شماغ)، حيث يقال: إنه يؤشر على (دفتر التابعية) لمن نال شرف الحصول على (شماغ)، والآن في الألفية الثالثة، يصطف الشباب في طابور بأرقام تصل المئات، للظفر بجهاز (آي فون) من إحدى شركات الاتصالات، ويسجَّل رقم البطاقة المدنية في الجهاز، كي لا يشتري المواطن أكثر من جهاز واحد، فهذا يحدث (لأنها بلادي)، بينما نجد الجهاز ذاته يباع بكثرة في معظم (أكشاك) الاتصالات داخل المجمعات التجارية في الدول المجاورة، ولأي إنسان الحق بشراء عشرات الأجهزة!.

يمكن أن تُصدر جهة، كأمانة المدينة المنورة، بيانًا تحذر فيه من الانخداع بإعلان صحفي لمجموعة عقارية، ومعه مسوقون للاستثمارات العقارية يقومون فيه ببيع مخططات وهمية لا وجود لها على الطبيعة، ولم تعتمدها الأمانة، باسم مخططات الياسمين، أي أن صاحب المخطط الوهمي ومسوّقوه يتجولون ويعلنون أمام الملأ ويعيثون في الأرض دون أن يُحاسبوا أو يحاكموا، ولكن على المواطن الغلبان أن يقرأ بيان الأمانة، وإذا لم يفعل - لا سمح الله - فلا أحد مسؤول عنه، فيما لو رمى (ريالاته القليلة) في حساب الحوت الكبير، ذلك يحدث فقط (لأنها بلادي)!.

تأتي الخادمة من بلادها تحمل معها حلم الكسب الحلال، وبعد أشهر قليلة، قد لا تحصل خلالها على مرتباتها، رغم أنها تعمل 18 ساعة خلال اليوم والليلة تبدأ في انتظار المجهول، بحثًا عن أيّ مورد لها، لتجد لصوص الخادمات ينتظرونها بفارغ الصبر، وما أن تقع تحت أيديهم، حتى تصبح (حمامة) بالمصطلح المتعارف عليه بين الخادمات، وهي الخادمة التي ليست ملكًا لأحد، أي تطير من جدار إلى آخر، وتؤجر في الشهر براتب 1500ريال في الظروف العادية، تصل إلى أربعة آلاف في الظروف الاستثنائية، مثل شهر رمضان الكريم، فمثل هذه السوق السوداء للخدم لا تحدث إلا (لأنها بلادي).

رغم وجود حضارات أمم عظيمة وآثارها في بلادنا، وهي التي لو كانت في بلد آخر لأصبحت أيقونة لها، ولتحقق منها نصف الناتج المحلي من خلال السياحة إلا أن الظروف الاستثنائية لنا فيما نسميه (خصوصية سعودية)، جعلتنا في معزل عن العالم، باشتراطنا عند التوقيع على اتفاقية التجارة العالمية، وتقييدنا حركة السائح الأجنبي، وجعله يقتنع أنه سيسافر إلى كوكب آخر غريب، أفقدتنا فرص استثمار كبيرة، والسبب (لأنها بلادي) ذات الخصوصية التي ستجعلنا في مؤخرة دول العالم طالما أن من حولنا يطير بالفرص الثمينة!.

 

نزهات
لأنها بلادي!
يوسف المحيميد

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة