Tuesday  15/02/2011/2011 Issue 14019

الثلاثاء 12 ربيع الأول 1432  العدد  14019

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

وجهات نظر

 

النظام بوابة الرقي
عاصم السليمان

رجوع

 

دليل التقدم والرقي، وعلامة مميزة للشعوب المحتضرة والأمم الواعية، وخير مثال على حب التعاون والألفة بين الناس بعضهم البعض، ونموذج لعلاقات المواطنين بالدولة.. إنني بصدد الحديث عن النظام أو بمدلول آخر القانون والحكمة وعدالة التعامل مع الناس دون النظر إلى اعتبارات معينة تتعلق بالهوية أو الدين أو الثروة أو الوجاهة.

الشعوب المتحضرة لا تتطور إلا من خلال احترام النظام ومنظومة القانون وعدم التعدي على حق الآخر، والشعور بالعدالة، ومعرفة حقوق المواطن وواجباته، النظام دائماً يخلق عند المواطنين حالة من الرضا النفسي والسعادة والإحساس بقيمتهم داخل أوطانهم وينمي لديهم الشعور بالولاء والانتماء لبلدانهم وولاة أمرهم، واحترام سير العمل وتقدير من حولهم واحترامهم.

والحقيقة أن المملكة العربية السعودية بدأت في خلق منظومة قانونية وأخلاقية جادة تعتمد في جوهرها على تطبيق القانون على الجميع دون تفرقة بين أحد، وذلك من أجل إرساء كود أخلاقي اجتماعي يحترمه الجميع ويلتزمون به.

وعلى الرغم من أن المملكة تسعى حثيثا نحو تطبيق النظام واحترام القانون من خلال كل الوسائل الممكنة بداية من تدريب الموظفين على احترام النظام ثم التوعية المباشرة بالمنتديات الثقافية والفكرية، والمؤتمرات وإنشاء محاكم متخصصة، وجمعيات المجتمع المدني ممثلة في جمعية حقوق الإنسان وانتهاء بالإعلانات المباشرة، التي تحث على النظام وضرورة احترامه والسعي نحو تطبيقه، إلا أن هناك من يحاول اختراق هذه المنظومة الفعالة التي وضعها ولاة الأمر والقائمون على أمر الدولة بدعوى العجلة أو الحاجة أو كبر السن أو المصلحة وما شابه ذلك.

مدونة النظام التي تسعى المملكة إلى تطبيقها ستغير واجهة المجتمع وترتقي به بشكل أكيد، وستجعل من المجتمع السعودي تجربة لكل دول منطقة الشرق الأوسط بأكملها، وستكون خير دليل على من يحاولون هدم تلك المدونة أو العبث بها من أجل إحراج المملكة وسط دول العالم المتقدم والنيل من مكانتها وترسيخ صورة سلبية عن شعبها بأنهم شعب لا يقدر النظام والقانون ويعيش في الفوضى والعشوائية.. فالجميع يعلم أن أفراد المجتمع السعودي يحلمون بالانضباطية وتطبيق النظام وفق ما أرساه الدين الإسلامي السمح من تعاليم وشعائر وأنظمة وقوانين منذ أكثر من ألف وربعمائة عام.. ودعا إلى احترام هذه الأنظمة قبل ظهور تلك الدول المتقدمة إلى النور وعندما كان الإسلام في أوج قوته كانت تلك الشعوب تعيش في ظلام دامس، ولم يكن يحكمها سوى قانون الهمجية والغاب من قتل للنفس وازدراء للآخر والتعدي على الجيران من أجل السرقة والحصول على الطعام والمال.

نحن أمة تحضرت منذ مئات السنين، ولكنها تسعى إلى الارتقاء الدائم بشعبها والإعلاء من مكانتهم وجعلهم قدوة لمن سواهم، وهذا ما دعا إليه الدين الإسلامي العظيم، الذي وضع أساسا واضحا لتعامل الناس مع بعضهم البعض، ولم يترك شيئا إلا وذكره وتحدث عنه مصداقا لقول الله تعالى: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ}.

يسود الحب والتعاون والتآخي المواطنين رغم حقد الحاقدين وحسد الحاسدين وطمع الطامعين، الذين يسعون إلى العبث بالنظام وإشاعة الفوضى والعشوائية من أجل أغراض وأطماع شخصية دنيوية متجاهلين الدين، ومصالح الجماعة والقانون الذي وضعه ولاة الأمر وحكماء البلاد الذين سنوا الأنظمة والقوانين طمعاً في الارتقاء بالمواطن السعودي ليكون نموذجًا مشرفًا، ومثالًا رائعًا على احترام النظام والأخلاق والقيم والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي والأعراف المجتمعية التي اصطلح الناس عليها في أمور حياتهم اليومية، تحية مخلصة للرجال الذين يسعون لخدمة بلدهم ويسعون لرفع شأنه وإقامة شعائر الدين الصحيحة.. ونصيحة إلى كل من تسول له نفسه النيل من المملكة وقوانينها ونظامها، لن تفلحوا أبدا فالمملكة آمنة بإذن الله محفوظة من عنده تعالى، ولا ولن يستطيع أحد المساس بأرضها ونظامها وأمنها وشعبها.

كل المطلوب أن يسعى المواطن بتطبيق أخلاق تعاليم الدين الإسلامي السمحة، ثم طاعة ولي الأمر وتطبيق الأنظمة والقوانين المقررة، ومن ثم يأتي دور الدولة تجاه مواطنيها أن توضح ما للمواطن من حقوق وما عليه من واجبات، وأن تطبق الأنظمة على الجميع خاصة الحدود، وأن تكون هناك آلية لتطبيق فرصة مبدأ الثواب والعقاب بعدما توفر للمواطن حياة كريمة من خلال حزمة من الخدمات التي يحتاجها أهمها الوظيفة والسكن والتعليم والعلاج.

aalasem@hotmail.com
 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة