Sunday  20/02/2011/2011 Issue 14024

الأحد 17 ربيع الأول 1432  العدد  14024

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

محليــات

      

من أكثر الأشياء التي تغيظني هي رسائل البريد الإلكتروني التي تزعم أنها تحوي معلوماتٍ وحقائق جديدة، وقد مر علي في هذه الإيميلات من الأخبار المكذوبة والمبالغ فيها ما لا أحصيه، وكلكم يمر عليه ذلك باستمرار، ومشكلتنا كعرب أننا لا نسأل عن المصادر، فأي شئ يأتينا نبتلعه كاملاً بلا مساءلة ولا تدقيق.

ولا أستثني نفسي، فلا أخجل أن أقول إني كنت ساذجاً لفترات طويلة عندما تأتيني رسائل الإيميل وفيها الأخبار الغريبة و»الحقائق» العجيبة وأصدقها فوراً، لكن بعد حوارات ومواقف كثيرة و(مخجلة!) مع بعض المتعلمين ممن يركزون على أهمية التوثيق والتدقيق في صحة الأخبار والمعلومات أيقنت الآن أن أي شيء يأتيني في الإيميل أو أقرأه هنا أو هناك فإنه يحتمل الصحة أو الخطأ، وكلما ازداد غرابة كلما ازداد احتمال كذبه أو خطأه بالنسبة لي طالما لم يوضع مصدر للمعلومات يمكن الرجوع إليه والتوثق منه، وعلى ضوء هذه الفكرة فقد رأيت أن أنتقي بعض ما شاع من معلومات خاطئة وأوضّح حقيقتها.

وعملاً بنصيحتي فلا مفر من أن أذكر مصادري! يستطيع القارئ الكريم مطالعة صفحة موسوعة ويكيبيديا وذلك تحت صفحة «معتقد خطأ»، وبالذات نظيرتها الإنجليزية، وبقية المعلومات أتيت بها من كتاب اسمه «الصحة في البرية»، وهو كتاب عجيب فيه من المعلومات عن عالم الحيوان والنبات ما يدهش، ولي موضوع قادم إن شاء الله عنه. إليكم الآن عينة من الأخطاء الشائعة:

عكس ما يظنه غالب الناس فإن براعم أو حليمات التذوق على اللسان ليس لها وظائف منفصلة، فهناك اعتقاد شائع أن المالح والمر والحلو والحامض موزعة، وأن طرف اللسان مثلاً يحوي براعم تذوق الحلو، وأصل اللسان خاص بتذوق المر، إلخ. لكن فعلياً فإن جميع البراعم تستطيع تذوق النكهة والطعم، وبعضها أكثر حساسية من غيرها.

من الأفكار المنتشرة أيضاً هي أن الإنسان لا يستخدم إلا 10% من عقله، وهذه أحبطتني شخصياً وأعتقد أنها أحبطت الكثير غيري، فلا مفر من أن تفكر قائلاً «خسارة! ليتني أستطيع تحرير الطاقة العقلية الهائلة في عقلي!»، ولكن لا أساس لها من الصحة، ولعلها نشأت من فهم خاطئ للإشارات الكهربائية التي ترسلها الخلايا في المخ، فهي لا تعمل كلها على الدوام وإنما جزء قليل منها يعمل في نفس الوقت، ولكن الخلايا التي لا تُرسِل تُعتبر ذات أهمية.

تستطيع أيضاً أن تشطب على الشائعة التي تقول أن الأظفار والشعر يستمران في النمو حتى بعد الوفاة، وهذه يبدو أن سببها هو كون الجلد يجف وينكمش عند أصول الشعر والأظفار مما يوحي أنها تزداد نمواً.

بعض البشر يمشون أثناء نومهم، وإذا كان أحدهم من ضمن معارفك فلعلك مرت عليك «النصيحة» القائلة أنه من الخطر أن توقظ شخصاً أثناء مشيه نائماً لأن هذا قد يسبب له أزمة قلبية أو صدمة عقلية (إلخ)، لكن فعلياً لا فرق بين النائم الماشي والنائم المستلقي، وتستطيع إيقاظه برفق كما توقظ نائماً مستلقياً ولن يسبب له هذا أي ضرر. قد يشعر بالحيرة والتشويش لعدة ثواني ولكن هذا طبيعي.

الحمّى لا تضر. يشيع الاعتقاد الخاطئ أن الحمى تضر الجسد والمخ وقد تقتل الأطفال إذا لم تعالَج، لكن هذا كله خاطئ. بل إن العكس هو الصحيح: الحمى نعمة من الله، وعلامة على سلامة الجهاز المناعي، فعندما تدخل الفيروسات أو البكتيريا إلى الجسد فإن الجسد يرفع درجة الحرارة ليقتلها، وتهبط الحرارة لاحقاً بعد هلاك البكتيريا.

قل نفس الشئ عن التقيؤ والإسهال أكرمكم الله، فعندما نشعر بأي من هذه الأعراض فإننا نهبّ مذعورين للطبيب لنتخلص منها، لكنها أيضاً نعمة من نعم الله التي لا تحصى، فهما طريقتان لتفريغ الجسد من السموم، فإذا - مثلاً - أكلتَ طعاماً فاسداً فإن الجسد يوظف هاتين الطريقتين ليقذف السموم خارج الجسد ويطهره. حتى من يحاولون الانتحار ببلع الكثير من الحبوب يعرفون ذلك أيضاً، حيث الغالب أن يشعر الجسد بخطورة المواد المبتلعة ويجبر الشخص على التقيؤ ليحمي نفسه.

لديك أكثر من خمس حواس! كلنا يعرف حواس الشم واللمس والسمع والبصر والتذوق، لكن العدد الفعلي قد رفعه بعض الأطباء إلى 20، فغير الخمس المعروفة والتي عينها أرسطو قبل أكثر من 2300 سنة فهناك الكثير غيرها، مثل: التوازن، والألم، والإحساس بموقع الجسد ومكان أعضائه (كالذراع)، والحرارة. أيضاً البعض يضيف الإحساس بالوقت، والحكة، والضغط، والجوع والعطش والشبع.

الزعم القائل إن صوت البطة لا صدى له مُختلق ولا أساس له من الصحة.

من أشهر المفاهيم الخاطئة هو أن الوطواط أعمى، وهذا غير صحيح، فرغم أنه يستخدم الذبذات إلا أنه يستخدمها غالباً لدعم البصر، فالخفاش له عينان ويستطيع الرؤية.

النعامة لا تدفن رأسها في الأرض خوفاً. أنثى النعام تحفر في الأرض وتضع بيضها هناك، وأثناء فترة الحضانة تقوم الأم بتقليب البيض بمنقارها مثلما تفعل كل الطيور، وهذا ما يبدو أنه خلق تلك الفكرة الخاطئة. النعامة أصلاً لا تحتاج ذلك، فقد أعطاها الخالق ساقات جبارتان، وعندما تشعر النعامة بالخطر فإنها تهرب، وسرعتها في الركض أعلى من سرعة أي طائر بري آخر: 70 كم/ س. أما إذا ما حوصرت فتستطيع أن تركل بقوة هائلة كافية لإصابة أو حتى قتل الكائنات المفترسة.

 

الحديقة
أخرج رأسك من الرمل يا هذا!
إبراهيم عبد الله العمار

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة