Thursday  24/02/2011/2011 Issue 14028

الخميس 21 ربيع الأول 1432  العدد  14028

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

كل البيوت العربية في هذه الفترة تمر بأوقات عصيبة، العالم العربي ينقلب رأساً على عَقب، السياسة الأمريكية تتغيّر، الأنظمة العربية تسقط واحداً تلو الآخر في وقت قصير. بيتي مثل معظم البيوت، نجتمع صغاراً وكباراً أمام القنوات الإخبارية، وفي يد كل واحد جهاز (اللاب توب) والمتصفح يدور ما بين المواقع الإخبارية واليوتيوب والفيس بوك، هذا هو حالنا، نسينا كل شيء، نسينا البرامج الترفيهية، حتى صغاري نسوا قنوات أفلام الكرتون. نقاشاتنا كلها تدور حول السياسة، نتوقّع، نُحلّل، نتألم. تسألني ابنتي الأسبوع الماضي: «ماما.. متى بيرجع الملك»، أجبتها: «الأسبوع القادم.. ليه السؤال»، ردت: «أولاً، اشتقت له، وثانياً، ودي أفرح، كل شيء حزن، كل شيء مخيف، أبي أحس بالأمان، إذا صار في البلد يا ماما أنا أحس بالأمان»، نعم.. هو الأمان، المطلب الأول لأي إنسان سوي، هو الأمان، الذي يظلنا به الشجر الوارف من ولاة أمر هذا البلد تحت ظل الأمان الذي تزدهر به الأوطان ومنه يكتسي الإنسان عطاءً وسعادةً وحبا.

هو الحب الذي ملأنا شوقاً ولهفةً بانتظار عودة - خادم الحرمين الشريفين- الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أطال الله في عمره، هو الحب الذي يدفعنا لترقّب أخباره ومتابعة حالته الصحية، والشوق لعودته ليكسو الشجر الوارف ظلا ممتداً يحنو علينا ويلفنا بالحب الذي جاء حقيقياً من قلبه لكل أبناء هذا الوطن، فعاد إليه ولاءً ورقصات فرح بعودته سالماً مُعافى.

كثيرون يسألونني من جنسيات مختلفة عندما ألتقي بهم في الخارج، هل صحيح ما نسمعه حول حبكم لمليككم؟ أم أنه ولاء الشعب المعتاد لأي قائد في العالم العربي؟ آخرها كان السؤال من صديقة سورية التقيت بها في جنيف الشهر الماضي. أجيبهم: بالتأكيد هي مشاعر محبة صادقة، وهل هناك خصلة في عبدالله بن عبدالعزيز لتُنفّر أياً من شعبه منه، لقد احتوى الصغير قبل الكبير، وأعطى المرأة والمظلوم والمخذول والفقير والضعيف المجال ليخرج صوته، لا يتعامل معنا بمنطق السياسي، بل هو أب حنون، ورجل وطني يحب الخير لأرضه وشعبه ويمنحنا النماء من قلبه لا من رؤية أنها واجب أو مهام عمل، قبل هذا يعمل كل شيء بدافع الحب.. يكون ردهم دوماً: لا نلومكم إذن، فما دامت هذه أعمال قائدكم فمعكم الحق كله في محبته بهذه الطريقة.

وأنا لا ألومهم في سؤالهم، ولا استغرابهم، ففي العالم العربي قيادات ترزح على قلوب شعبها، يكون يوم ذهاب ذلك القائد يوم فرح لهم، أما نحن، فنختلف، بل نختلف كلياً، نحن لا نشبه أي دولة عربية ولا نشبه أي شعب، نحن نحب قائدنا من قلب، ونبتهل إلى الله - عزّ وجلّ- ليل نهار أن يطيل في عمره، وعندما نقول (يا جعل يومي قبل يومك يا عبدالله) فإنها حقيقة، لا رياء ولا تمثيل فيها.

إن أعمال هذا القائد العظيم، الذي اكتسب العظمة من بساطته وتلقائيته، اكتسب العظمة لأنه قريب من الناس يشعرون بوجوده معهم في كل مكان وفي كل وقت، عندما تقول لي ابنتي «اشتقت له» فالاشتياق عادة يكون للشخص الذي يعيش معك، هي قالتها لأنها شعرت بها، وتشعر فعلياً بوجوده وإن لم يكن وجوداً ملموساً، لكنه وجود روحي.

إن المليك العظيم حوله أيضاً رجال عظماء، وبطانة صالحة، من الشباب الذي يعرف كيف يخطط ويبني المستقبل، وما وجود معالي رئيس الديوان الملكي، خالد التويجري، في صفحة على موقع الفيسبوك كلفه به أبونا الحبيب ليتسلّم بيده شكاوي الناس ومطالبهم، ويستمع إلى أصواتهم، إلا دليل على هذا، حفظ الله لنا مليكنا، ورجاله الصالحين.

www.salmogren.net

 

مطر الكلمات
عبدالله ورجاله
سمر المقرن

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة