Friday  25/02/2011/2011 Issue 14029

الجمعة 22 ربيع الأول 1432  العدد  14029

  
   

الأخيرة

متابعة

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

أفاق اسلامية

 

الرؤية الإستراتيجية لتواصل العلماء والدعاة مع الإنترنت - من المحلية إلى العالمية -
د. هدى بنت دليجان الدليجان *

رجوع

 

أحدث الإنترنت ثورة معرفية كبيرة جدا في العالم المعاصر، فقد استطاع في سنوات قليلة أن يسافر بالمعرفة إلى شتى أقطار العالم متجاوزا الحدود الجغرافية والعوامل التاريخية والأطر الثقافية والخصوصيات الاجتماعية.

واستطاع بعض الأفراد والمؤسسات المساهمة في حجز مواقع افتراضية على الشبكة العنكبوتية العالمية، وتيسير سبل التواصل بين الأفراد فيما بينهم كشبكة اجتماعية أو مؤسسات تنموية أو غير ذلك.

وتسابق بعض العلماء والدعاة - بكل فخر واعتزاز - للمشاركة في تسجيل مواقع دعوية أو علمية لخدمة كثير من المجالات الاجتماعية والإعلامية والاقتصادية والتنموية في شتى المجالات، واستطاع العلماء والدعاة في العالم الإسلامي من تسجيل حضور لافت على الإنترنت، مما سهل كثير من مسارب التواصل بين العلماء والدعاة فيما بينهم والتواصل مع شرائح المجتمع المختلفة.

ومن خلال التصفح لكثير من المواقع الدعوية والعلمية في العالم يمكن مشاهدة بعض نقاط التميز لدى هذه المواقع التي تمثلت بعدة مميزات منها -على سبيل المثال - لا الحصر ما يلي:

* توفير سهولة التواصل مع شرائح كبيرة ومتنوعة في المجتمع العالمي بغض النظر عن الجنس والعمر والمستوى العلمي.

* شمولية الخطاب الديني بدراسات ومقالات متنوعة للمستويات الثقافية والاجتماعية في العالم بأكمله، والشعوب الإسلامية خاصة.

* معالجة كثير من الشبهات والأخطاء الواردة على الإسلام والمسلمين، وتوضيح موقف الإسلام من كثير من القضايا العالمية.

* إتاحة فرصة كبيرة للحوار بين الحضارات المتنوعة، والإفادة منها في خدمة القضايا الإنسانية عامة، والقضايا الإسلامية خاصة.

وكان لبعض العلماء والدعاة حضور متميز في الإسهام والمشاركة في تقوية هذه الجوانب في المواقع الافتراضية.

لكن ما يسترعي الانتباه هو ضرورة تركيز جهود التواصل بين العلماء والدعاة على الإنترنت برسم خطط إستراتيجية مناسبة لطريقة التواصل وأهميته ورؤيته ورسالته وأهدافه الحالية والمستقبلية،وذلك لتمكين الباحثين والدارسين في المجالات الدعوية والعلمية من قياس مدى تحقيق هذه الخطة الإستراتيجية، واستشراف النظرة المستقبلية لخدمة الإسلام والمسلمين في ظل المتغيرات الكبيرة والسريعة في العالم المعاصر.

من أجل هذا كان للتفكير الإستراتيجي الذي تقوم عليه هذه المواقع الدعوية والعلمية دور كبير في تفعيل الخطاب الديني وتشكيل صورته من المحلية إلى العالمية، عملا بقوله تعالى {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.

فأي تغييب للتفكير الإستراتيجي في مسألة التواصل العلمي بين العلماء والدعاة مع الإنترنت؛ يمكنه أن يبعثر الجهود المتميزة، ويزيد من تراكم الأخطاء البشرية، ويفوت فرصة كبيرة لخدمة القضايا الإسلامية على مستوى العالم.

من أجل هذا كان من الأجدر بالعلماء والدعاة في تواصلهم عن طريق الإنترنت تحقيق هدف الرؤية العالمية في المواقع المخصصة للقضايا العلمية والدعوية، والترفع عن الخلافات الشخصية مع الآخرين التي تؤثر - سلبا - على القضايا الإسلامية، ذلك لأن الرؤية العالمية ستمكنهم من توجيه هذه الجهود المباركة إلى استثمار جميع الفرص المتاحة، وتنمية الطاقات الشابة الواعدة في نشر المعرفة العلمية وخدمة القضايا الدعوية، وتعزيز التواصل بين العلماء والدعاة على مستوى العالم فيما بينهم، مما يشكل نجاحا كبيرا لإستراتيجية التواصل بين العلماء والدعاة مع الانترنت بحيث يبقى تراثا محفوظا للأجيال القادمة يمكنهم من التعامل معه بسهولة وإكمال خطواته بكل إصرار ونجاح.

* أستاذ مشارك في التفسير وعلوم القرآن بجامعة الملك فيصل - الأحساء

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة