Saturday  26/02/2011/2011 Issue 14030

السبت 23 ربيع الأول 1432  العدد  14030

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

الرأي

      

الرشوة والوساطة والمحسوبية ثالوث خطير لها أشكال وأحجام متعددة ومتنوعة ومختلفة ولها تباين واختلافات في المخاطرة والتأثير، إن هذا الثالوث سيء وماكر وخبيث، وهو أشبه بالسحر الأسود، إنه مؤامرة حياتية منمقة وإفرازات غير بريئة وغير عفوية ويجانبها الصواب، إن هذا

الثالوث إذا ما وظف بعناية ومهنية وحرفية يعتبرا عملا شرسا وبه ضغينة متخفية، إن من يقومون بهذه الأعمال لديهم لوثة خبث ونقص متموضعة في العقل وفي القلب وفي مسامات الجسد، حتى أنهم لا يشعرون بالارتجاف والقلق ولا تتصاعد لديهم نبرات تأنيب الضمير، إنهم يملكون أشكالا وألوانا فجة وبدائية ويملكون زعيقا صاخبا لا يبشر بالاطمئنان والدعة والسلام، إن هذا الثالوث إذا ما وظف بخبث ودهاء وخسة يعتبر انحرافا أخلاقيا وفكريا وثقافيا ومهنيا مفجعا، خصوصا إذا ما تحول إلى أسلوب واضح وجلي يعتريه الكثير من البهتان الرخيص، إن هذا الثالوث بكل أشكاله وأدواته ماهو إلا محاولة غير ذكية لإشباع الجشع والنهم والطمع وخسة كبيرة للحصول على أكبر العوائد دون وجه حق، إن أصحاب هذا الثالوث ما هم إلا كائنات دبقة يزرعون عدم الوعي وعدم اليقظة دون منجز يذكر سوى بيع الكلام والفعل الرخيص، إن العمل والإنجاز والابتكار والتفوق والإبداع والاختراع لدى أصحاب هذا الثالوث الأصفر غير موجودة وغير محسوسة البتة، إن الالتباس والغموض لدى هؤلاء تحتم علينا أن نتفق على أنهم يملكون أحلاما وهواجس لها نواة دلالية قطعية تتمحور حولها أفكارهم الخطيرة حين يرتضون لأنفسهم الفعل الأصفر الباهت، إن هؤلاء يملكون صفات المكر والخديعة لإشباع رغباتهم الجشعة وغرائزهم الدفينة والمسكونة بعقدة الطمع والاستحواذ، إن المتأمل لهؤلاء وأفعالهم المشينة سيجدهم أشبه بالسم المنقوع بالماء، إنهم حمقى يبحثون دوما عن ضالتهم لإطلاق تحركاتهم العبثية الرديئة، إن الرشوة والوساطة والمحسوبية مهن غير مرغوب فيها لا إنسانيا ولا عقائديا ولا اجتماعيا لكونها وسائل للمصلحة غير المشروعه فيها من التمرد والكذب والتجرد من المبادئ الشيء الكثير، إن أصحاب هذا المثلث اللعين لديهم الطموح الكبير في القفز حيث توجد الفرص لا يعيقهم حر ولا برد ولا تضنيهم المسافات الطوال، ولا يقف في طريقهم أي فكر أو أيديولوجيا مادامت تتحقق لهم المكاسب، إن هؤلاء وأفعالهم هم من أساؤوا للحياة وللوجود، لأنهم لا يميزون بين الألوان الداكنة والألوان الفاتحة همهم وغايتهم الوصول إلى أهدافهم الأنانية البحتة، إنهم انتهازيون بجد مع سبق الإصرار والترصد، إنهم أشباح في كل مكان وزمان، فيا أيها الناس احذروا هؤلاء الجشعين واحذروا مثلثهم الخطير.

ramadanalanezi@hotmail.com
 

الثالوث الخطير !
رمضان جريدي العنزي

أرشيف الكاتب

كتاب وأقلام

 

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة