Sunday  27/02/2011/2011 Issue 14031

الأحد 24 ربيع الأول 1432  العدد  14031

  
   

الأخيرة

منوعات

دوليات

الرياضية

الأقتصادية

محليات

الأولى

الرئيسية

 
 
 
 

متابعة

 

مرحباً بك.. أيها الملك الودود
أسامة بن عبدالمجيد شبكشي

رجوع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تابعنا من على شاشات التلفزيون عودة قائد هذا الكيان - أيده الله - إلى أرض الوطن الغالي سالماً معافى بعد العارض الصحي الذي ألمَّ بمقامه الكريم، وكأن كل منزل وكل عائلة ألمَّ بها ذلك العارض الصحي، كيف لا وهو الذي أحبَّ شعبه الأبي فبادله حباً ووفاءً.. كيف لا وهو الذي ترجم بلسانه يوم عيد الأضحى المبارك من العام الماضي قبل رحلة العلاج فدوَّن في الأفئدة كلمته الخالدة التي عبَّرت عن دفء الود لإخوانه وأبنائه أهل هذه المملكة الطيبة حينما قال - حفظه الله ورعاه - (أنا بخير ما دمتم بخير).

لقد كان الملك المفدى - حفظه الله وعافاه - حريصاً كل الحرص على عدم مغادرة المملكة، بل تحمَّل آلام الظهر، وكان يقوم بواجباته خير قيام، إلا أن الأطباء أشاروا عليه بضرورة إجراء العملية، فكانت رحلة العلاج والتي طال أمدها على قلوب محبيه - مهما قصرت، كنا نحسب أيامها ولياليها مبتهلين إلى المولى جلت قدرته أن يشفي مليكنا، وكان ذلك حال كل السعوديين، أجلوا أفراحهم وألغوا جوازاتهم والكل يدعو العلي القدير بشفاء ملك الإنسانية، فهو -حفظه الله- كريم عطوف، أخ للكبير وأب للصغير، حريص كل الحرص على توفير سبل الراحة والعيش الكريم لشعبه الأبي، وهو الرجل ذو القلب الكبير والأيادي البيضاء وصاحب الجود والعطاء والقريب إلى أفئدة مواطنيه ورعاياه. وما هذه العلاقة الودية بين الراعي والرعية إلا من علامات الخير لولاة أمرنا الذين حباهم الله محبة رعيتهم، كما أخبر بذلك المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.

إن الملك المفدى قدَّم مآثر عظيمة، وبرامج إصلاحية متعددة منذ توليه أمر البلاد والعباد، ولقد أخذت تؤتي أوكلها تباعاً.. فلقد أقبل الخير بقدومه وأُنشئت الجامعات، حيث وصل عدد الجامعات والكليات في عهده الميمون إلى سبع وخمسين جامعة وكلية حكومية وأهلية، تتوزع على ست وسبعين مدينة ومحافظة.

ولقد تم افتتاح الابتعاث الخارجي في إطار برنامج عبدالله للابتعاث الخارجي، بدعم سخي من لدنه -حفظه الله- ليصل عدد المبتعثين إلى قرابة مائة وعشرة آلاف طالب وطالبة يدرسون في أكثر من أربعة وثلاثين بلداً حول العالم، ويستحوذ التعليم على 26% من الميزانية السعودية.

كما تم اعتماد مشروع التطوير والتعليم العام منهجاً وبيئةً ومعلماً.

إن خطى التحديث والإصلاح التي قادها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله ورعاه - تهدف إلى الارتقاء بأساليب العمل الإداري ككل، وإلى استثمار التقنية الحديثة وتبسيط الإجراءات المتبعة، مما يسهل على المواطنين قضاء حوائجهم.

كما شجع -حفظه الله- الحوار الوطني، حيث جرى أثناء لقاءاته السنوية في مناطق المملكة حوارات للمشاركين في أمهات القضايا الوطنية والفكرية والاجتماعية، للخروج بعدئذ برؤى وأفكار كانت على مستوى من الأهمية في خدمة الوطن والمواطنين.

ولم يكتف -حفظه الله- بذلك بل دعا إلى حوار بين الأديان قامت على إثره مؤتمرات داخل المملكة وفي مدريد عاصمة إسبانيا، بل وتعدى ذلك إلى العالمية حيث عقد الحوار تحت رعاية الأمم المتحدة، ولم يكتف -حفظه الله- بذلك بل تخطى الحاجز وقام بزيارته المشهورة لبابا الفاتيكان مما كان له أثره الإيجابي الكبير في أوروبا، أثبت من خلاله -حفظه الله- في أن الدين الإسلامي دين تسامح ودين محبة وسلام.

إن من صفات خادم الحرمين الشريفين إضافة إلى ما سبق ذكره العزيمة والعمل الدؤوب، تترجمها على أرض الواقع شواهد ماثلة تؤكد إخلاص وعطاء قائد مسيرتنا على الأصعدة والمستويات كافة. لقد جمع - حفظه الله - من الصفات الحميدة معظمها، فهو الأب البار الحنون على مواطنيه، وهو الرجل الحكيم والقائد الملهم الذي يسابق الزمن بعزيمته وقوة إرادته ورجاحة عقله وحكمته المشهود لها من القاصي قبل الداني. لم يشغله المرض عن الاهتمام بشؤون وقضايا بلاده، فكان يتابع أمور وطنه وهو على فراش المرض لا يصده عن ذلك علاج ولا راحة، وكان يقابل زعماء الدول ويجري الاتصالات الهاتفية مكرساً جل وقته لخدمة بلاده. فهو منار للحكمة والتضحية، لا يشغله عن هموم بلاده شاغل في سفره وإقامته.

شعرنا على الرغم من صقيع وبرودة الجو في ألمانيا بدفء المشاعر التي صاحبت هبوط الطائرة المقلة للمليك المفدى إلى أرض الوطن، فرددت أفئدتنا قبل حناجرنا -نحن الجالية السعودية الموجودة في ألمانيا من منسوبي سفارة خادم الحرمين الشريفين والمرضى المنومين على الأسرة البيضاء والطلاب المبتعثين- كل من أعماق قلبه «مرحباً بك يا ملك الإنسانية بين أهلك وعشيرتك، لقد اشتقنا لابتسامتك.. لإنسانيتك لشفافيتك».. وبهذه المناسبة السعيدة أرفع باسمي ونيابة عن الجالية السعودية الموجودة في ألمانيا بخالص التهنئة إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وإلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وللأسرة المالكة الكريمة وشعب المملكة العربية السعودية الأبي، داعياً المولى عز وجل أن يديم على مليكنا المفدى وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله ورعاهم - نعمة الصحة والعافية، وأن يحفظهم من كل سوء، وأن يديم لبلادنا أمنها واستقرارها وقادتها المخلصين إلى ما يحبه ويرضاه.

فمرحباً بك يا خادم الحرمين الشريفين قائداً براً رحيماً عطوفاً ودوداً.

سفير المملكة العربية السعودية في برلين

 

رجوع

طباعةحفظ 

 
 
 
للاتصال بناجريدتيالأرشيفالإشتراكاتالإعلاناتمؤسسة الجزيرة